Archives de catégorie : Prêches

احذروا التدخين أيها المؤمنون لعلكم تفلحون

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى على إكماله للدين لنا وإتمامه للنعمة علينا وإرضائه للإسلام لنا دينا، نشهد أنه الله الواحد أحل الحلال فربطه بما هو طيب وحرم الحرام فقيده بالخبيث فقال عز وجل في سياق وصفه لوظيفة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:

ونشهد أن نبينا وإمامنا وسيدَنا محمدا عبدُه ورسولُه وصفيه وخليله ومجتباه من خلقه، ذكر الحلال والحرام ذات يوم فقال:

أما بعد ففي 31 من شهر ماي من كل سنة منذ 1987 يُرفعُ شعارُ محاربةِ التدخين فيتم التذكير بمخاطر التبغ البليغة (دون جدوى) إذ لا يزال يغزو الدنيا أكثر فأكثر، فهو الآن على رأس الآفات التي تورث الإدمان فضلا عما يفعله من أضرار صحية على القلب والشرايين وما يسببه من سرطانات جُلِّ الأعضاء بدءً بالرئتين وانتهاءً عند المثانة، ومرورا بالثدي وعنق الرحم ومؤخرة المعي الغليظ والمريء والكلية والحنجرة والدم والفم بما فيه اللسان والشارب ثم الأنف والكبد والمبيض والبلعوم والمعدة والبنكرياس! أجل هذا هو التدخين باختصار وليس الهدف من هذه الخطبة أن ندخل في التفاصيل فهي على كل حال معلومةٌ لدى الخاص والعام وإنما البغية في التذكير ليس إلا، عسى أن نجد آذانا صاغية تأوي إلى أن تقول أليس منا رجل رشيد؟ ولله الأمر من قبل ومن بعد والحمدُ لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. التدخين أيها الإخوة من المحرمات في دين الإسلام، لا لشيء إلا لأنه خبيث وقد جاء الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قصد تحريم الخبائث. وقد أجمع على هذا القول القاصي والداني حتى المدخنون أنفسُهم يعترفون بذلك وقليل منهم من يعترض. وقد وجدت أن أول من أفتى بحرمته في أواخر القرن السادس عشر الميلادي، العالم المجاهد المربي فريد زمانه سيدي عبد الله بن حسون وكان من آثار فتواه أن أمر السلطان آنذاك بإتلاف كل ما كان موجودا من تبغ في مغربنا الحبيب فأليس منا رجل رشيد؟ اللهم ارحمنا وارحم والدينا وكلَّ من له الحق علينا كن لنا ولا تكن علينا وأيد إمامنا بالنصر والتمكين والفوز والتسديد والحمد لله رب العالمين.

احذروا التعبير بما لا يرضي الله

الحمد للهِ رب العالمين والعاقبةُ للمتقين ولا عُدْوَانَ إلا على الظالمين، ونشهد أنه اللهُ وليُّ الصالحين، بعث نبينا محمدا رحمةً للعالمين ومنقذا للتائهين من سوءِ العاقبةِ يومَ الدين، فقال له في محكمِ تنزيله وهو سبحانه وتعالى أصدقُ القائلين:

ونشهد أن نبينا وإمامنا وسيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وخليلُه، عرَّفَ نفسَه لنا بقوله العام، عليه الصلاة والسلام:

ثم إنه صلى الله عليه وسلم بيَّن ذلك بشيء من التفصيلِ فقال كما في الصحيح:

أما بعد، ففي أيامِنا هذه، في هذا الزمان الذي كَتَبَ اللهُ لنا أن نعيش فيه والذي أصبحَ معروفًا ومحكومًا بمواقع التواصل التي ينتشر فيها المعقولُ والتفاهةُ على حدٍّ سواءٍ مع سبقٍ ملحوظٍ ومثيرٍ ومخيفٍ لهذه الثانية، نعودُ للتذكير بموقعِ سيدِنا محمدٍ وما دعا إليه r طِوَالَ أيامِ حياتِه من وجوبِ الرزانة في التفكير والتريُّثِ في إصدارِ الأحكام والتؤدةِ أثناءَ الكلام مما نحتاج إليه في هذا الزمان أكثرَ من أي وقتٍ كان. نعم أيها الإخوان اللسان أداةٌ للتعبير وهو موردٌ للهلاك في الآخرة كما بيناه غيرَ ما مرة بالدليل والبرهان، وكذلك كلُّ أداةِ تعبيرٍ من قلمٍ وكاتبةٍ ومذياعٍ وتلفازٍ وجريدةٍ ومنصةٍ وما إلى ذلك فهو في حد ذاتِهِ لسانٌ يُخشى على صاحبِهِ منهُ تمامًا كما يُخشى عليه من العضو الذي يتحرك في الفم بين الأسنان. وَرَحِمَ اللهُ أبا بكر الصديق الذي فَطِنَ لخطورة الأمر فأخذ بلسانِ نفسه يجبذه ثم يقول:

فلله دَرُّهُ رضي الله عنه وأرضاه والحمدُ لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله. لم نعد نفهم هذه الجرأةَ التي يتكلم بها الناسُ اليوم. فمنهم من يسب الدين من غير اكتراث ومنهم من يطعن في كتاب الله بلا حشمة بل يُصِرُّ على تغيير أحكامه من غير علمٍ ولا معرفة وفريقٌ ثالثٌ يتكلم في النبي ويهاجم حديثه باسم حريةِ التعبير وما إلى ذلك من المصطلحات الرنانة التي لا تعدو أن تكون إلا من باب الحق الذي يُرَادُ به الباطل. وإلا فما معنى أن يقول لك أحدُهم حين تفاتحه في الصلاةِ إن هذا شأني بيني وبين الله ولا أظن الأمر يتطلب كلَّ هذا الحرص، أو حين تكلمه في انتشار الفاحشةِ هذا أمرٌ طبيعي ولا حرج، فالناس أحرار! أما حين يخوض في الفرائض فَيَطْعَنُ في قسمتها ويريدُ تبديلَ حُكْمِ الله فيها، فأدهى وأمر، فاللهم اغفر لنا وانصر إمامنا والحمد لله.