Archives de catégorie : Prêches

توحيد الصف وجمع الكلمة ونبذ الفرقة

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ

. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمد لله الذي بفضله تحصل الكرامات والحمد لله الذي بإحسانه تنجلي الصعوبات، نحمده جل وعلا حمدا لا يليق إلا به ولا ينبغي إلا له، ونشهد أنه الله، كان ولا يزال قائما على شؤون عباده، لا تأخذه سِنَةٌ في ذلك ولا نوم، يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء كما العز والنصر والصحة والرزق وكلُّ النعم ققال:

قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمدا عبدُ الله ورسوله وصفيه وخليله، ذكر سعة غنى الله تبارك وتعالى فقال لأصحابه:

يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُذْ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ

فاللهم صل وسلم وبارك وأنعم عليه وآله الأطهار وصحابته الأخيار ما تعاقب الليل والنهار. أما بعد فيا أيها الأبرار إن مما أنعم الله به على هذا البلد الكريم وأفاضه عليه فوجب شكره والحفاظ عليه بكل حرص وحب وجد، عودة أقاليمه الجنوبية إلى حظيرته وذلك قبل خمس وأربعين سنة إثر تلك المسيرة المظفرة التي كان قد ألهم تنظيمها الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه ورحمه. فنعمة هذه العودة تكمن في إعادة الوحدة الترابية إلى أصلها وإن جزئيا لأن الأصل هو أن نسعى إلى توحيد البلاد والشعب على كلمة الله والسير بها إلى حيث رضا الله ولله الحمد في الأولى والأخرى وله الشكر والمنة. الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه وآله ومن والاه. عباد الله، حين هاجر النبي وآخى بين المهاجرين والأنصار كان من أول ما أُمِرَ به هو وأصحابه الاجتماع على كلمة الله ودرءُ الفرقة حيث قيل لهم:

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

وهذا الأمر الرباني يعنينا نحن أيضا وبشكل أكثر من المؤكد لأن حالة المسلمين في هذه الأيام مقلقة للغاية فيحق لنا أن نحتفل بوحدة البلاد ولكن دون إغفال الحفاظ عليها إذ لا مجال لإثارة النزعات العرقية ولا لإذكاء الحقد بين الفرق الإثنية لأن ذلك من الجاهلية، فعن جَابِرٍ قال:

غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا وَكَانَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ فَقَالَ: مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ، قَالَ: مَا شَأْنُهُمْ فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الْأَنْصَارِيَّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ : دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَة

صحيح أن أصل المغاربة متعدد فهذا صحراوي وذاك بربري والآخر عربي ولكن هل هذا يغير من كونهم جميعا مسلمين وحتى من هم غير مسلمين أليسوا مواطنين حقا يتمتعون بحقوقهم كاملة؟ فهذا ما يعنيه احتفالنا بذكرى المسيرة الخضراء وما ترومه من دروس. فاللهم اغفر لنا وارحمنا واجعلنا من الحامدين اللهم أبعد عنا الكفر والفرقة يا رب العالمين وانصر ولي أمرنا وأقر عينه بولي عهده والحمد لله.

Politesse requise quand on rentre chez quelqu’un

https://www.youtube.com/watch?v=CzifzUV6c4U&t=241s  

الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى كما ينبغي أن يُحمد ونشكره جل وعلا كما يليق أن يُشكر ونشهد أنه الله ربُّنا وربُّ كلِّ شيءٍ ومليكُه أفضلُ من ربى ووجَّه، وخيرُ من هدى وعَلَّم، حثنا على البحث عن الذوق الرفيع والتزام آدابٍ راقية عند الدخول إلى البيوت فقال جل جلاله:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيءِ إِلاَّ أَن يُوذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَانِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُوذِي النَّبِيءَ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُوذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا

ونشهد أن حبيبنا محمدا عبدُ الله ورسوله عدَّدَ منارات هذا الدين الحنيف فذكر من بينها العملَ على إفشاء السلام بين الناس فقال صلى الله عليه وسلم:

إِنَّ لِلإِسْلامِ صُوًى وَعَلامَاتٍ كَمَنَارِ الطَّرِيقِ، فَرَأْسُهَا وَجَمَالُهَا شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَتَمَامُ الْوُضُوءِ، وَالْحُكْمُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ r، وَطَاعَةُ ولاةِ الأَمْرِ، وَتَسْلِيمُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَتَسْلِيمُكُمْ إِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتَكُمْ وَتَسْلِيمُكُمْ عَلَى بَنِي آدَمَ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ

أما بعد، فمع النداء الرابع من نداءات الإيمان في سورة الأحزاب وهو توجيهٌ تربويٌّ عظيم يدعونا فيه ربنا إلى السلوك الرفيع مع من نخالطهم من الناس وخصوصا حين ندخل إلى بيوتهم وتتاح لنا الفرصة للإطلاع على بعض أسرارهم. وقد جاء نداءنا بمناسبة زواج النبي من زينبَ بنت جحش ولذلك خُصَّ الحبيب بالذكر وإلا فإن السلوكَ المذكورَ والواجبَ اتباعُه عامٌّ مطلوب مع جميع الناس. فالضيف حين يدخل على مضيفه ينبغي أن يلزم خفة الظل وأن لا يثقل عليه أكثر من اللازم حتى لا يؤذيه لأن التسبب بالأذى لغيرك من الناس حرام والحمد لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه وآله ومن والاه. آداب الضيف حين يُقبل على مضيفه لا مجال لاستقصائها، وإنما سنركز على أدبين اثنين وردا في النداء. أَوَّلُهما عدمُ دخول الضيف على مضيفه حتى يأذن له، فلا يقتحمْ عليه وكأنه داخل على أهله إذ حتى على أهله عليه أن يستأنس ويسلم. فإذا ما دخل، فليجلس حيث يقترح عليه صاحب البيت ولا يحلق ببصره هنا وهناك، وإذا قدَّمَ له طعاما أكل من غير شره، فإذا ما انتهى من الطعام ورأى أن انصرافه أَلْيَقُ من بقائه انصرف وإلا مكث ما دام لا يثقل على مستقبِله، ففي الحديث:

مَنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَلا يَدْخُلْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ حَتَّى يَسْتَأْنِسَ وَيُسَلِّمَ، فَإِذَا نَظَرَ فِي قَعْرِ الْبَيْتِ فَقَدْ دَخَلَ

لا يَحِلُّ لأَحَدِكُمْ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ أَخِيهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ، قَالُواْ: وَمَا يُؤْثِمُهُ؟ قَالَ: يُقِيمُ عِنْدَهُ وَلا يَجِدُ مَا يَقْرِيهِ

وأما الأدب الآخر ففي وجوب غض البصر عن أهل بيت المضيف سدا للذرائع وتطهيرا للقلوب واتقاء لله تعالى القائل في سورة غافر:

يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ

فخائنة الأعين خصلة مذمومة فسرها ابن عباس بالرجل يدخل على أهل البيت بيتَهم وفيهم الحسناء، فإذا غفلوا لحظها، وإذا فطنوا غض بصره عنها وقد اطلع الله من قلبه أنه وَدّ أن لو اطلع على فرجها فاتقوا الله عبادَ اللهِ واحذروا جعلَ الله أحقرَ الناظرين إليكم وأيقنوا أن من صرف نظره عن الحرام أبدله الله راحة وحلاوة يجدهما في قلبه. اللهم احفظ علينا أبصارنا واصرف عنا الحرام حيث كنا وأغننا بالحلال وبفضلك عمن سواك يا رب العالمين. اللهم انصر ولي أمرنا وأقر عينه بولي عهده وأسرته وشعبه وصل اللهم على نبينا محمد والحمد لله.