Prendre sérieusement soin de nos femmes

http:// https://youtu.be/rj5ep7ABY7s  

الحمد لله ربِّ العالمين يا رب نحمدك ونشكرك ونستهديك ونستغفرك ونشهد ألا إلهَ غيرُك، أكرمُ من سُئِل وأعظمُ من أعطى وأفضلُ من إلى صراطه هدى، دعوتَ عبادَك المؤمنين والناسَ أجمعين إلى اللطف والتلطف والرفق والترفق بالنساء في جميع المواطن حتى ولو كانت الظروفُ ظروفَ فراقٍ باعث على الشنآن فقلت وقولك دائما حق:

لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدْرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

ونشهدُ أن سيِّدَنا وحبيبَنا وإمامَنا محمدا عبدُ اللهِ ورسوله وصفيه وخليله كان ألطفَ الناس بالنساء، ما فتئ يوصي بالرفق بهن فيقول:

اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَع، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ

أما بعد فقد أحيى العالم في أواخر شهر نوفمبر المنصرم يوما لمحاربة العنف ضد النساء وكان قد طُلب منا أن نشير إلى ذلك في الأسبوع الماضي إلا أنني آثرت تخصيص خطبة كاملة للموضوع حتى أستوفيه حقه وإن كنت قد فعلت ذلك من قبلُ بمناسبة دراسة أول نداء من نداءات الإيمان في سورة النساء، ولكن حرصا مني على الذكرى التي تفيد المؤمنين ها أنا ذا أعيد الكرة خصوصا وأن ظاهرة العنف ضد النساء في بلاد المسلمين لا تكاد تنخفض بل هي في تفاقم مخيف مما يدعو إلى القلق المريب على ناس غارقين في آفة مناقضة تماما لتعاليم دينهم الحنيف ولا إله إلا الله ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله والحمد لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه وآله ومن والاه. إن الإسلام أيها الإخوة الكرام يشجب جميع أشكال العنف ضد النساء لفظية كانت أم جسدية أم اقتصادية أم فكرية أم جنسية، فلا مجال لضرب المرأة أو البنت أو الفتاة والتعدي عليها دون أن يكون ذلك مُسخِطا لله تبارك وتعالى ويكفي للتأكد من ذلك استحضار قدوة الحبيب الذي يقول:

خَيْرُكُمْ، خَيْرُكُمْ لِلنِّسَاءِ

وكانت أمنا عائشة تقول واصفة إياه صلى الله عليه وسلم ومعاملته للنساء:

مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ

تصوروا معي أحدا منا تأتي زوجه إليه غاضبة فترميه بشيء على وجهه أو تلقي إليه بكلمة جارحة أو شيء من هذا القبيل، كيف يا ترى ستكون ردة فعله؟ منا من سيقبل على استعراض عضلاته لأنه يعلم أنه أقوى منها. ومنا من سيُطلق العنان للسانه بالشتم والصياح علما منه أنه أقدر على ذلك منها وهناك وهناكَ وهناك. أما رسول الله r فعكس ذلك على التمام. فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:

كَانَ النَّبِيُّ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ، ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ

فاللهم خذ بأيدينا إلى حيث رضاك واصرفنا إلى طاعتك ورضوانك اللهم عافيتَك. اللهم انصر ولي أمرنا وصل اللهم على حبيبنا وآله.