Quelques règles de pudeur à réactiver

https://youtu.be/0zbgKzrnOm8

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد إذ لا يجوز الحمد إلا لك، ولك الشكر إذ منك كل النعم وهو لك، وحدك لا شريك لك، نشهد أنك اللهُ الذي لا ند لك، دللتنا على خير الآداب ووجهتنا إلى أمثلها مما يصلح أحوالنا كلما اتخذناها نبراسا، فقلت في معرض ذكر وجوب الاستئذان واحترام ما لا ينبغي أن تصل إليه الأعين والآذان:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

ونشهدُ أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمدا عبدُ الله ورسوله وصفيه وخليله دعانا إلى ستر العورات والتزام الحياء في كل التصرفات فقال:

إِنَّ اللَّهَ عز وجل حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ

أما بعد فنحن على موعد مع النداء الأخير من نداءات الإيمان في سورة النور وهو نداءٌ تربوي محض كسابقه، حيث يعلمنا فيه ربنا أن من واجب المؤمنين احترامَ العوراتِ خصوصا حين يُفترض أن تكون بادية أي في الأوقات التي عادة ما تكون فيها غيرَ مستورة، كالصباح الباكر ووقت القيلولة وعند الاستعداد للنوم بالليل. ثم يبين Y مَن مِن الناس معنيٌ بهذا الاحترام وهم البالغون من الذكور والإناث. أما صغار الأطفال ممن لم يبلغ الحلم بعدُ فليسوا مطالبين بالاستئذان عند الدخول على الكبار وإن كانت التربية المبكرة على هذا الخلق مرجوة في جميع الأحوال، ولله الحمد والمنة والشكر ولا إله إلا الله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه وآله ومن والاه. إن مسألة ستر العورات أصبحت متجاوزة في رأي شريحة عريضة من الناس في هذا الزمان إذ أخذ العري بزمام الأمور وأبطلت الحشمة وأضحى الحيي في مجتمعه أضحوكة الغادي والبادي. أما نحن فلم نعد قادرين على وعظ الناس حول هذا الخلق العظيم الذي هو خلق الإسلام بامتياز:

إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الإِسْلامِ الْحَيَاءُ

وحتى لو أردنا الوعظ في الحياء فإن ذلك لن يجدي في عديمي الإيمان لأن الحياء كالإيمان فطرة بل جزء لا يتجزأ منه، ففي الصحيح عن ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:

دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ

ومعنى هذا أن الإنسان إذا كان مؤمنا فإنك لا تحتاج إلى وعظه في الحياء لأنه حييٌّ بطبعه وينعكس الحياء عليه جبلةً فتراه يستر نفسه فلا يجاهر بالذنوب أبدا ويستر عورته فلا يكشفها للعيان البتة بل يتحرى السَّتر ويجتهد في الأمر ما استطاع إلى ذلك سبيلا ثم إنه يستر عيوبه قدر المستطاع بالتزام الأخلاق الرفيعة من كرم وتواضع ولين وطيب خاطر وما إلى ذلك مما يرتبط بالإيمان بالله وسيرة إمام رسله سبحانه. أما معدوم الحياءِ فلا غرو أن شرخا قد وقع في إيمانه فهو كمن نزع عن نفسه الصبغة التي فطر الله عليها أصله الأول آدم وحواء:

فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ

فاللهم خذ بأيدينا إلى حيث رضاك واصرفنا إلى طاعتك ورضوانك اللهم عافيتَك. اللهم انصر ولي أمرنا وصل اللهم على حبيبنا وآله.