Nécessité de faire le bilan en fin d’année!

ضرورة المراجعة عند آخر جمعة من السنة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمد لله الذي بفضله تكمل السعادة والحمد لله الذي بمنه وجوده وكرمه يكسب المؤمنون رضاه فيدخلون الجنة والحمد لله الذي بعدله يلقى الطغاة جزاء طغيانهم فلا يبقى ظالم إلا ويندم على ظلمه الذي اقترفه فاللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد ونشهد أنه الله الذي لا إلا هو صور لنا المصير الرائع الذي ينتظر المتقين فقال سبحانه:

هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمدا عبدُه ورسولُه بشرنا صلى الله عليه وسلم بوسيلة سهلة لإدراك هذا المصير الطيب والجزاء الأوفى فقال صلى الله عليه وسلم:

سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، إِذَا قَالَ حِينَ يُمْسِي فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِذَا قَالَ حِينَ يُصْبِحُ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ مِثْلَهُ

أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون، نحن في آخر جمعة من سنتنا هذه ويطيب لي بعد رحلة الحج المباركة وقبل متابعة مدارسة نداءات الإيمان التي دأبنا على عرضها في الخطب الماضية أن أحلق بكم في العالم العلوي حيث أهل الجنة من جهة يتنعمون فيها وأهل النار من أخرى يتلاومون فيها عسى أن يكون ذلك محفزا لنا للعمل بما يوصلنا إلى ما يصل إليه السابقون ويمنعنا من ولوج ما يلجه الخاسرون الذين يقول عنهم ربنا عز وجل مباشرة بعد ما قاله سبحانه عن المتقين:

هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَاقٌ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الأَشْرَارِ أَتَّخَذْنَاهُمْ سُخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ

أجل عبادَ الله يحق لنا أن نتذكر هذا التخاصم بين الفينة والأخرى وخصوصا في المناسبات كدوران الحول لننظر في ما قدمناه من أعمال هل هو كفيل بضمان كسب رضا الله أم سائر بنا إلى الهاوية والعياذ بالله ولله وحده الحمد والمنة.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. عباد الله، العاقل هو الذي يراجع نفسه باستمرار ويحاسبها على كل صغيرة وكبيرة، فلا ينام مطمئنا على خطيئة اقترفها فتكاد تؤبقه ولا على حسنة قدمها توشك أن تغره لأنه يعلم بأنه راجع لا محالة إلى ربه فمقدم كتابه بين يديه للحساب ولا منجيَ له يومئذ إلا الصدق الذي يكون قد تحلى به أثناء مروره في الدنيا. هناك ثلاث آيات في القرآن ينبغي أن نضعها نصب أعيننا دائما حتى لا نغتر بالأمن الذي نحن فيه رغم المعاصي التي نحن مقيمون عليها. يقول تعالى في سورة الأعراف:

أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ

أعاذنا الله وإياكم من الخسران ولا يكون ذلك إلا بالرسوخ في الإيمان به سبحانه والجدِّ في العمل الصالح وترك الإثم بكل ما أوتي المرء من قوة مصداقا لقوله تعالى:

وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

ورحم الله الإمام الحسنَ البصري حين قال مبينا حالة الصالح من الطالح:

الْمُؤْمِنُ يَعْمَلُ بِالطَّاعَاتِ وَهُوَ مُشْفِق وَجِل خَائِفٌ، وَالْفَاجِرُ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي وَهُوَ آمِنٌ

وفي سنن ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ، أَهُوَ يُضَافُ الرَّجُلُ الَّذِي يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ، قَالَ: لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَيُصَلِّي وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ

وهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون، خَائِفًا رَاجِيًا تاركا للْمَعَاصِي وَالْقَبَائِحِ حريصا عَلَى الْإِكْثَارِ مِنَ الطَّاعَاتِ وَالْأَعْمَالِ الصالحة، مفْتَقِرا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَمذْعِنا لَهُ في كل أحواله لا ينفك عن طلب عفوه ومغفرته، غير مغتر بما يكون قد قدمه من حسن سيرته فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده. أما هو فلا فضل له إلا نعمة الله عليه. اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد. اللهم وفقنا لعبادتك حق عبادتك وشكرك حق شكرك وذكرك حق ذكرك وألهمنا الصواب. اللهم وحد كلمتنا وأعل رايتنا وارحمنا وموتانا واشفنا ومرضانا وتب علينا يا ربنا وانصر اللهم ولي أمرنا وكن لنا وله يا رب العلمين والحمد لله رب العالمين.