Obéir à Dieu, au Prophète et ceux qui sont aux commandes

طاعة أولي الأمر بعد طاعة الله والرسول

الحمد لله رب العالمين نحمدك ربي لأنك أهلُ الحمد والثناء ونشكرك اللهم على ما أنعمت به من الرزق الوافر والعطاء ونشهد أنك الله ذو الجلال والبقاء أمرتنا بطاعتك وطاعة رسولك وكلِّ من يلي أمرنا من حكام أتقياء وعلماء أوفياء فقلت في سورة النساء وقولك دائما الحق ذو المجد والصدق والبيان والبهاء:

إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الاَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُومِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَاوِيلاً

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسولُه بين لنا نظام هذه الطاعة فقال في ما يرويه مسلم في حديثين كلاهما عن ابن عمر رضي الله عنه وعن والديه:

مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً

عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ

أما بعد فيا عبادَ الله، نحن على موعد مع النداء الرابع من نداءات الإيمان في سورة النساء ومن غريب الموافقات أنه يصادف، من غير سابق قصد، الجمعة التي تسبق مباشرة ذكرى العرش لبلدنا الأمين هذا، فيكون لنا بذلك شرف احترام المناسبة مع السبق إلى ذكر بعض المعاني الخفية الواردة في هذا النداء العظيم والتي يغفل عنها كثير من الناس. فنحن أمام دعوة جليلة إلى تقديم يد العون إلى أولياء الأمور لكي يتمكنوا من أداء واجبهم وذلك من خلال طاعتهم في المعروف وتقديم الوفاء اللازم لهم. ولا غروَ أن الطاعة تكون أولا وقبل كل شيء لله تعالى ثم لرسوله الكريم الذي طاعته من طاعة الله لأنه هو المبلغ عن الله القائل في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:

مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ

ثم إنه صلى الله عليه وسلم يُحذر أتباعه من مغبة عدم إلقاء البال لأقواله والعمل بأمره فيقول:

لَا أَلْفَيَّنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ أَمْرٌ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ

وقد شاعت هذه الحالة للأسف الشديد في أيامنا هذه فظهر دجالون ماكرون يريدون التشكيك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه. إن على المسلمين أن يعلموا أن الله تعالى ضَمَّنَ كتابه الكريم كثيرا من التوجيهات العامة التي لا سبيل لفهمها إلا بالرجوع إلى حديث الرسول وسنته المطهرة ففي محكم التنزيل:

مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله

ثم إن من طاعة الرسول طاعة الأمراء والزعماء الذين يَتَوَلَّوْنَ أمر المسلمين من بعده ما داموا يحكمون بحكم الله وفي طاعة الله ورسوله. فقد جاء عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه علق على ندائنا لهذا اليوم فقال:

حَقٌّ عَلَى الإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِالعَدْلِ وَيُؤَدِّيَ الأَمَانَةَ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَى الرَّعِيَّةِ أَنْ يَسْمَعُوا وَيُطِيعُوا

ثم إن تسمية أولي الأمر تعني كلَّ من تَسَلَّمَ مهمة تسيير شؤون المجتمع سواء كان ذلك عن طريق البيعة والإجماع أو الاختيار والانتخاب. فالمهم أن المسلمين مطالبون بطاعة ولي أمرهم ما دام لا يأمرهم بمعصية ولا يسير بهم إلى الهاوية مستعينا في أمره باحترام الأوامر الربانية والتوجيهات النبوية. ففي الحديث:

أَيُّمَا أَمِيرٍ أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُمْ فأَمَرَكُمْ بِغَيْرِ طَاعَةِ اللهِ فَلا تُطِيعُوهُ فَإِنَّهُ لا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ

وهناك من العلماء كالإمام مالك رحمه الله من وسع معنى أولي الأمر إلى الفقهاء لكونهم أجدر بمعرفة الحدود التي تستوجب الرد إلى الله والرسول عند التنازع المذكور في النداء إذ ليس هناك من يقدر على تبيين حكم الله مثل الفقهاء ولهذا ينصح بالرجوع إلى العلماء تفاديا للزيغ وطلبا للخير والتأويل الحسن:

إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً

وجاء عن الصحابي الجليل سهل بن سعد رضي الله عنه وعن والديه أنه قال:

لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا السُّلْطَانَ وَالعُلَمَاءَ

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اللهم وحد كلمتنا وراء ولي أمرنا واجعلنا يا ربنا ممن يقيم حدودك ويعمل بأمرك آمين اللهم ارحمنا وموتانا واشفنا ومرضانا وأجب دعوتنا ومضطرنا وانصر اللهم أمير المؤمنين وحامي الملة والدين وكن لنا وله يا رب العلمين في كل وقت وحين والحمد لله.