Manger sain, bon et halal!

كلوا من الحلال الطيب اللذيذ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين نحمده تعالى حمدا لا نحمده أحدا سواه ونشكره جل وعلا شكرا لا ينبغي لأحد غيره ونشهدُ أنه الله الذي لا إله إلا هو بين لنا في كتابه العزيز كل ما يخصنا ونحتاج إليه في حياتنا اليومية وخصوصا ما أحله لنا من المأكولات والأشربة فقال عز وجل وهو أصدق القائلين وأحكم الحاكمين:

وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيَضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمداً عبدُ الله ورسوله روي عنه أنه قال:

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَقَالَ: يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ

و في المعجم الأوسط للطبراني أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ

أما بعد فيا عباد الله، موعدنا اليوم مع النداء الثالث من نداءات الإيمان التي شرفنا بها ربنا جل وعلا حيث دعانا فيه إلى أكل الحلال وترك الحرام بقوله سبحانه:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ

فهذا النداء إخواني له نظائرُ كثيرة في القرآن الكريم مما يدل على أهمية ما يحتوي عليه من وجوب تحري الحلال في المطعم والمشرب وذلك بترك الحرام المعلوم من الأطعمة المفترضة كالخمر ولحم الخنزير والمَيْتَةِ والدم مما سنبينه لاحقا ولكن أيضا بتحري الكسب الحلال حيث لا يجوز لإنسان أن يأكل طيبا إن لم يكن من رزقه الذي اكتسبه بطريقة حلال فلا سرقة ولا رشوة ولا زور ولا اختلاس ولا بيع حرام كالتجارة في الخمر أو التعامل بالربا ولا سطوَ ولنذكر جميعا قول النبي:

إِنَّ خَيْرَ الْكَسْبِ كَسْبُ يَدَيْ عَامِلٍ إِذَا نَصَحَ

فاللهم أغننا بحلالك عن حرامك ورضنا به دائما آمين والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه. الشكر أيها الإخوة سيد العبادات وتحري أكلِ الحلالِ الطيبِ عبادةٌ عظيمة فلا غرو أن نجملها حين نقوم بها بشكر من وفقنا إليها وهذا هو فحوى قوله تعالى في تتمة النداء:

وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ

فإذا أكلت الحلال وتجنبت الحرام فاعلم أن ذلك من توفيقِ وحبِّ الله لك فلا تغفل عن قولك دائما وأبدا الحمد الله فقد روي عن الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه قال:

مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

ثم إن الله تبارك وتعالى بين أن نطاق الحلال واسع شاسع بتحديد نطاق الحرام في ما يخص الماشية أي الأنعام في أربعةٍ أنواع فقط حيث تابع نداءه بقوله تعالى:

إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنُ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

أما المَيْتَةُ فكل ما مات من الحيوان حتفَ نفسه مما لم يتمكن الإنسان من تذكيته قبل خروج روحه وهذا مبين في أول سورة المائدة مما لا يدع مجالا للريب حوله وأما الدم فهو المسفوح منه كما بينته آيةُ سورة الأنعام المشابهةُ للتي بين أيدينا وأما لحم الخنزير فمعلوم ولا يحتاج منا إلى مزيد بيان ولا يجادل فيه إلا مشاكس متمرد. ثم هناك المحرمات الأخرى كالخمر مثلا التي حرمها القرآن ولحوم الحُمُرِ الأهلية التي حرمتها السنة وغير ذلك من المستقذرات والخبائث من الحشرات والعقارب والحيات التي تظهر حرمتها للعيان طبقا لقوله تعالى في وصفه للنبي:

الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ

اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك واجعلنا من أولياءك يا الله اللهم انصر ولي أمرنا أمير المؤمنين وتوله بحفظك واكلأه بعنايتك واجعلنا وإياه من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم أيده بالحق وأيد الحق به حتى لا يقضي أمرا إلا لصالح الدين والمواطنين وأقر عينه بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه آمينَ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.