Les armes qui te permettent de subsister: l’endurance et la prière!

استعينوا بالصبر والصلاة

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين نحمده تعالى حمدا يوافي نعمه ونشكره جل وعلا شكرا يكافئ مزيده ونشهدُ أنه الله الذي لا رب لنا سواه ولا معبود بحق إلا هو وجهنا سبحانه وتعالى إلى حل عظيم لمواجهة الصعاب والتصدي للمشكلات ودرء المفاسد فقال عز وجل في محكم تنزيله وهو أصدق القائلين وأحكم الحاكمين:

وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمداً عبدُ الله ورسوله روي عنه أنه كان إذا حزبه أمر صلى وكان يقول عند الكرب كما هو في الصحيح عن ابن عباس:

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ

أما بعد فيا أيها الإخوة البررة الكرام موعدنا اليوم مع النداء الثاني من نداءات الإيمان التي يوجهها ربنا عز وجل إلينا معشر المؤمنين من فوق سبع سماوات حيث يدعونا فيه الله تبارك وتعالى إلى الاستعانة بالصبر والصلاة فيقول:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ

عباد الله لا شك أن الحياة مليئة بالمشكلات التي عادة ما تغلب صاحبها على وقته وماله وراحته فتجعله مضطرب المزاج لا يعرف كيف يتصرف ليدرأها عنه ليعيشَ آمنا مطمئنا. فإذا هو جزع وأخذ يُوَلْوِلُ على كل ما يصيبه ويلطم خذه أسفا على ما هو فيه من الضنك سرعان ما تراه يسير إلى هاوية الاكتئاب ومصارع التذمر النفسي فلا تبقى عنده حلاوة عيش ولا طيب حياة. أما إذا أخذ بزمام أمره فتسلح بالصبر اللازم وفزع إلى مولاه يسأله التثبيت فتراه عكس ذلك بالتمام وكيف لا وربنا جلت قدرته يبشره بوعده غير المُخْلَفِ فيقول:

وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ

فالصبر إخواني مثله كمثل الهواء لا يمكن للإنسان أن يحيى في غيابه فتسلحوا به في جميع أحوالكم واعلموا أن الله يجزي عنه بأكثر ما يجزي عن غيره فيقول:

إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ

وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً

فاللهم ارزقنا الصبر وحَلِّنَا بالصبر والمثابرة آمين والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه. هذا عبادَ اللهِ عن الصبر فما بال الصلاة وكيف للركوع والسجود والقراءة والذكر أن يعينوا المؤمن على تجاوز الصعاب وتخطي المشكلات؟ الصلاة إخواني هي الوقود الأساس الذي يُمَكِّنُ مُحَرِّكَ الحياة وهو القلب من الاستمرار في الاشتغال. فالقلب إذا انقطعت صلته بخالقه لان إلى التواصل مع غيره ممن لا قدرة له على إنجاده فتراه ينحرف شيئا فشيئا يوما بعد يوم إلى أن يزيغ تماما فيضل صاحبه الطريق ثم يضيع. لقد أفهمنا الله تبارك وتعالى مقصد الصلاة بقوله جل شأنه:

اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ

فصَلِّ إذن يا مؤمن بخشوع واقرأ القرآن واركع واسجد بين يدي مولاك وتضرع إليه سبحانه ولا تتوانى أن تسأله معونتَه وأن يرزقك التوفيق والتيسير والثبات وسترى أن حياتَك تتغير إلى أحسن فتكونُ أسعد السعداء. ولا تنس أن هذه النتيجة ما لها أن تتحقق بمجرد صلاةٍ صورية بل عليك بالصبر ليكون الله معك « إن الله مع الصابرين » وذلك عند أدائها وإقامتها بكل فرائضها وشروطها وخشوعها وإلا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للمسيء صلاته ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ:

إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا

اللهم اجعلنا محافظين على صلواتنا صابرين في جميع أحوالنا. اللهم كن لنا الولي والنصير والمعين والظهير ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا اللهم انصر ولي أمرنا أمير المؤمنين وتوله بحفظك واكلأه بعنايتك واجعلنا وإياه من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم أيده بالحق وأيد الحق به حتى لا يقضي أمرا إلا لصالح الدين والمواطنين وأقر عينه بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه آمينَ آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.