Les exigences du jeûne du Ramadan (5)

مقتضيات صوم رمضان

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ نحمدك ربي على كل ما أسديت ونشكرك اللهم على كل ما أعطيت، لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت، ونَشهدُ أنك الله المتفرد بالجلال تماما كما أوصيت، فرضت علينا صومَ رمضان تيسيرا منك علينا ثم ندبتنا إلى حسن عبادتك بإثبات شكرك وإحياء ذكرك فقلت وقولك الحق:

وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمدا عبدُ اللهِ ورسولُه، دعانا إلى شكر نِعَمِ اللهِ كلها وتقديمِ ذلك على أعمال اليوم والليلة فقال صلى الله عليه وسلم كما يرويه أبو داود:

مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ

أما بعدُ فيا أيها الإخوة البررة الكرام، إن من مقتضياتِ صومِ رمضانَ شكرُ الإنسانِ ربَّه على ما هو عليه من الطاعة. وهذا الشكرُ يتمثل في أمرين اثنين هما الحرص على إكمال عدة الصيام وهي أيام معدودات ثم العمل على رفع ذكر الله تعالى وتكبيرِه على وجه الخصوص، عملا بالآية السالفة الذكر. أما إكمال عدة الصوم فَبَيِّنٌ إلا بالنسبة لمن لا يستطيعها من ذوي الأعذار الشرعية. فإن كان من المرضى الذين يُرجى برؤهم أو من المسافرين فما عليه إلا أن يحرص على تعويض الأيام التي أفطر فيها بصوم أيام أخرى محلها وذلك بعد انقضاء شهر رمضان. وأما إن كان من الذين لا يطيقون الصوم بحال كالمريض الذي لا يرجى برؤه فالفدية تقوم مقام الصوم تماما كما يقوم التيمم، متى شُرِع، مقامَ الوضوء فقد روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ بِمَنْزِلَةِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ

فما عليك أيها المعذور في الصيام إلا أن تكون من المطعِمين الشاكرين علما بأن لا شكرَ أعظمُ من تفادي الوقوع في المعاصي والمحظورات والحرصِ على إتيان الطاعات بالجوارح كلها من ذكرٍ وصلواتٍ ولكنْ أيضا من حسنِ سلوك في كل المعاملات. اللهم تقبل منا، اللهم تقبل منا والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. عبادَ الله، إن الإنسان المؤمن يستحضر دائما في ذهنه فضلَ الله تعالى عليه فتجده يعمل جاهدا على الإفصاح عما في قلبه من شعورٍ بالامتنان تُجاه ربه وذلك بتكرارِ قوله، تلقائيا وباستمرار، الحمد لله والشكر لله ولكن أيضا بمضاعفة الجهود لإرضاء الباري تعالى بالإكثار من الأعمال الصالحة التي أوصى بها سبحانه، ففي صحيح ابن خزيمة عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ فَقِيلَ لَهُ: أي رسول الله أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ جَاءَكَ مِنَ اللَّهِ أَنْ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ، أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟

فتَصَرُّفُهُ هذا صلى الله عليه وسلم إن كان يدل على شيءٍ فإنما يدل على أن الشكر لا يقتصر فقط على القول باللسان، الذي هو مطلوب طبعا، بل يتعداه إلى العمل تماما كما دل عليه قول الله تبارك وتعالى في سورة سبأ عند ذكر ملك سليمان وسعته:

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِي وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا ءَالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ

فشكر الجوارح باستعمالها في طاعة الله تعالى وإبعادِها عن معصيته من أعظم مراتب الشكر وأعلى مقامات الإيمان التي ينبغي للمؤمن أن يسعى للوصول إليها مستوجبا بذلك الزيادةَ المرجوةَ التي في قوله تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم. ومن فوائد شكر الجوارح أيضا استجلابُ محبةِ اللهِ للعبد ثم غفرانُ الذنوب وسِترُ العيوب ورفعُ المنزلة والهدايةُ إلى سبيل الرشاد والفوزُ بالجنة. قال تعالى:

إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الشاكرين ووفقنا لأن نكون من الحامدين. اللهم لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا ولك الحمد بالإسلام والقرآن وبالأهل والمال والمعافاة وكل نعمة أنعمت بها علينا ظاهرة أم باطنة وصل اللهم على سيدنا محمد. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى يسر له أمره كله واقض له حاجته واجعله من الصالحين وأقر عينه بولي عهده والحمد لله رب العالمين.