الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ خالقِ الدُّجى والصباح ومسبِّب الهدى والصلاح ومقدِّر الغموم والأفراح، عالمِ ما كان وسيكون وخالقِ الحركة والسكون وإليه الرجوع والركون، نحمده تعالى ونشكره ونستهديه ونستغفره ونشهد أن لا إله غيره دعانا للاستمرار في الأمل ودرءِ الكسل وعدم الاغترار بالعمل فقال سبحانه:
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام منهاجاً وسبيلا ومخلصا، نشهد أنه الله، دعانا سبحانه وتعالى للصيام والقيام خلال عدة أيام ثم حثنا على تكبيره جل في علاه بعد إكمال تلك العدة وذلك بمناسبة يومِ الفرحة الكبرى يوم عيد الفطر المبارك فقال عز جاره وتقدست أسماؤه:
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
فالله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه، جاء عنه في بعض الأحاديث
إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدِ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهِمُ السَّلامُ فِي أَفْوَاهِ الطُّرُقِ، فَنَادَوْا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، اغْدُوا إِلَى رَبٍّ رَحِيمٍ، يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ، وَيُثِيبُ عَلَيْهِ الْجَزِيلَ، أَمَرَكُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ، وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ فَإِذَا صَلَّوا الْعِيدَ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: ارْجِعُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ رَاشِدِينَ، فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ ذُنُوبُكُمْ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ فِي السَّمَاءِ يَوْمُ الْجَائِزَةِ
فالله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد.
أيها المؤمنون نحن فرحون بقدوم عيدِ الفطر الذي هو مناسبة عظيمة للم الشمل فلا يسعنا والحالة هذه إلا أن نؤكد الدعوة إلى إحياء شعار إنما المؤمنون إخوة فينا بالعمل على إرساءِ روابط الحب بين المسلمين وإعادة الوحدة إلى صفوفهم بدل ما نرى من انتشار فظيع لرسائل الكراهية والبغضاء وإرادة ممقوتة لتفريق الكلمة وحرب مسعرة على وحدتنا الترابية والدينية. فكل هذا لا يمت إلى الدين بصلة وينبغي العمل على دحضه بكل ما أوتينا من قوة سواء على المستوى الجماعي أو الفردي فلا مكان بيننا لفساد ذات البين لأن ذلك مسلك للعذاب والعياذ بالله. قال تعالى:
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
إن قوى الشر تعمل يائسة على تشتيت جماعة المسلمين وتفريق كلمتهم وقد يبدو أنها نجحت إلى حد بعيد بحكم أحوال بلاد المسلمين الآنية ولكن الله أعلى وأكرم وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين أبدا. فالله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه. اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا اللهم احفظ بلدنا هذا وسائر بلاد المسلمين بلِ العالمَ بأسره من مكر الماكرين وتخريب المخربين واجعل يا رب كيدهم في نحورهم إلى يوم الدين. اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا وكريم تحب الكرامة فسامحنا اللهم لا تجعل فينا ولا معنا ولا حولنا شقيا ولا محروما. اللهم اغفر للمذنبين منا وتب على التائبين واجز المحسنين ووفق المتقين وكن لنا جميعا يا رب العالمين اللهم انصر الإسلام والمسلمين أين ما حلوا وأين ما ارتحلوا واهد من خالفهم إلى الرجوع إليك يا رب العالمين حتى يعود الأمن والاستقرار والرخاء إلى كافة بقاع الأرض من غير استثناء يا أكرم الأكرمين. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ويا مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى، اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعللنا وما أنت أعلم به منا، اللهم حبب إلينا طاعتك والإيمان بك وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا يا ربنا من الراشدين اللهم اجعلنا لكتابك من التالين القارئين ولآياته من المتدبرين ولأحكامه من المطبقين ولرسائله من المبلغين وبأخلاقه متشبثين يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين اللهم ارحم والدينا وارحم موتانا وارحم من علمنا وكل من له الحق علينا. اللهم انصر ولي أمرنا وارفع شأنه كله وأصلح به وعلى يديه ووفقه للخير وأعنه عليه وأقر عينه بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه ونسألك يا الله أن تمطر شآبيب رحماتك على والديه آمين والحمد لله رب العالمين.