Les exigences de l’acquittement de l’aumône légale purificatrice (suite2)

« 2مقتضيات إيتاء الزكاة « تابع

الحمد للهِ ربِّ العالمين نحمده تعالى حمدا لا ينبغي إلا له ونشكره جل وعلا شكرا لا يليق إلا به ونَشهد أنه اللهُ وليُّ المتقين ورافعُ شأنِ أوليائِه الصالحين، بَشَّرَ الذين يؤتون الزكاة من عباده المؤمنين بالأجر المحفوظ عنده والأمن التام الكامل يوم القيامة فقال عز من قائل وقولُه دائما حقٌ وصدقٌ وحكمةٌ وموعظة:

إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَءَاتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا ونبينا محمدا عبدُه ورسولُه، شجع على الإنفاق من غير كَلٍّ ولا مَلٍّ فقال كما يرويه عنه الإمام الدارِميُّ عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه:

مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ

أما بعد، فسنخصص خطبة اليوم لذكر مصارف الزكاة دون مصرفِ في سبيل الله الذي بيناه سابقا وقلنا إنه أعظمُ المصارف المنصوص عليها في قوله تعالى:

إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

فعلى أولي الأمر، في كل عصر وقطر، تحديدُ من تنطبق عليه التعريفاتُ الواردةُ في هذه الآية العظيمة، فالفقير هو من يقِلُّ دخله عن حدٍّ معين نعم، إلا أن هذا الحدَّ يتغير مع ظروف كل بلد وزمن ففقير المغرب ليس هو فقير السودان أو النرويج. والمسكين هو من يتعرض لظروف طارئة ينوء بها كاهله ولا تسمح له نفسه بأن يمد يده بل هو ذاك المتعفف الذي لا يفطن له. والعاملون على جباية أموال الزكاة وتوزيعِها لهم نصيب فيها إذ منها تستخرج رواتبهم وتؤدى لهم حقوقهم على أن يكون هذا مقننا لا دخل فيه للتحايل والأهواء ففي الحديث:

مَا بَالُ الرَّجُلِ إِذَا بَعَثْتُهُ، فَجَاءَ بِالسَّوَادِ الْكَثِيرِ، يَقُولُ: هَذَا لِي وَهَذَا لَكُمْ، فَإِذَا قِيلَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: أُهْدِيَ لِي! أَفَلا أُهْدِيَ لَهُ وَهُوَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا أَبْعَثُ رَجُلا فَيَغُلَّ مِنْهُ شَيْئًا إِلا جَاءَ بِهِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، فَإِيَّاكُمْ أَنْ يَجِئَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ يَرْغُو أَوْ بَقَرَةٌ تَخُورُ أَوْ شَاةٌ تَيْعَرُ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟

اللهم قِنا الغَلولَ وشرَّه واجعلنا من الأمناء المخلصين والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله والصلاةُ والسلامُ على نبيِّ اللهِ وآله ومن والاه. عباد الله، إن الله سبحانه وتعالى قد أوجب الزكاةَ على المسلمين وأوجب إنفاقَها في مصارفها المعلومة، فكل من انطبقت عليه تلك الشروط ممن استظل براية الإسلام فإنه يستحقها مهما كان توجهه أو مذهبه. وعلى هذا نقول إن المؤلفةَ قلوبِهم هم حديثو العهد بالإسلام ممن لا موارد لهم بسبب اضطهاد أهلهم أو ممن يخشى ارتدادهم لسببٍ ما أو ممن يُرجَى للإسلام والمسلمين منهم خيرٌ فيعطى لهم من مال الزكاة لجبر خواطرهم وتقريبهم أكثر من الدين وأهله. وأما بندُ في الرقاب فإشارة إلى من هم في ضائقة شديدة تفقدهم حرية التصرف في أمور أنفسهم وتجعل أمرهم بِيَدِ غيرهم، فيصرف من مال الزكاة لعتق رقابهم وإخراجهم مما هم فيه من ضائقة أو أسر. ثم هناك الغارمون وهم أصحاب الدَّيْنِ الثقيل الذي لا يجدون سبيلا لتسديده فيكونون مهددين بالانتقام أو بحكم قضائي يفقدهم حريتهم فيُعطَوْنَ من مال الزّكاة ما يسمح لهم بإيفاء ديونهم، سواءً كانت قليلةً أم كثيرةً، حتى وإن كانوا أغنياء من ناحية قوتهم . أما ابن السبيل فالمهجرون من بلدانهم لأسباب قاسية أو من انقطع بهم الحبل حال السفر فيعطون من مال الزكاة ليتمكنوا من العودة إلى ذويهم، فهذا هو حال المجتمع المسلم الذي نوه به ربنا عو زجل وبأفراده وبِمُكَوِّنَاتِه في قوله تعالى في سورة الحج:

الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ

وفي الحديث عن الإمام الحسن البصري يرسله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ أَدَّى الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِ وَمَنْ زَادَ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ

هذا واللهَ نسأل أن يوفقنا لإيتاء الزكاة ويجعل لنا من أمرنا يسرا ويحقق لنا في أمانينا بشرى. اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، يسر له أمره كله واقض له حاجته واجعله من الصالحين وأقر عينه بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه والحمد لله رب العالمين.