être satisfait de l’Islam comme religion!

الرضى بالإسلام دينا

الحمد للهِ رب العالمين، نحمدك ربي على أن أكملت لنا ديننا وأتممت علينا نعمتك ورضيت لنا الإسلام دينا، نَشهد أنك الله، لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، نستغفرك ونتوب إليك، حسمت في قضية الدين الذي يجب على الناس اتباعُه فقلت وقولك دائما صدقٌ وحقٌّ وبلاغةٌ وحكمة:

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلّاَ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلّاَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الِاسْلَامُ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا ونبينا محمدا عبدُ الله ورسولُه، عرف هذا الدين الذي ارتضاه ربنا لنا فقال كما هو في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما:

بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كما رواه عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما والنسائي في سننه أن رسول الله ضلى الله عليه وسلم قال، حين سئل عن أي الإسلام أفضل:

مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ فقَالَ صلى الله عليه وسلم:

تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ

أما بعد فيا أيها الإخوة، لا زلنا مع قول الحبيب صلى الله عليه وسلم مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. وموعدنا اليوم مع الشق الثالث لحديثنا هذا في معنى الرضى بالإسلام دينا، لعل الصورة تكتمل لدينا فنعمل بما فيها على أتمه فتجب لنا الجنة. عباد الله إن الله تبارك وتعالى رضي لنا الإسلام دينا ومنهجا ورفض كل دين غيره ينتحله الإنسان فيرتضيه لنفسه حيث قال:

وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الِاسْلَامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ

فإذا كنت راضيا بالإسلام دينا ومنهجَ حياة وهذا هو المظنون في جميع الحضور ونسأل الله أن يثبتنا فالمعول منك أن تكون موحدا لربك حقا، مقيما للصلاة كما أمرت، مؤتيا للزكاة إن كنت من أهلها، حاجا بيت الله الحرام في حالة الاستطاعة، صائما لرمضان ما دمت غير معذور. هذا هو الرضى بالإسلام دينا ولكن هل يقف الأمر عند هذا الحد؟ اللهم لا ولله الحمد والمنة.

الحمد لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله وآله ومن والاه. عبادَ الله، إذا كنا فعلا راضينَ بالإسلام دينا فلا غرو أن ذلك لا يتحقق فينا إلا إذا جئنا بأركانه الخمسة على الوجه يرضي الله عنا. فإذا كان الإنسان يشهد ألا لا إله إلا الله بلسانه فقط ولا ينزل ذلك في الواقع بأن يكون ديدنُه الاستعانة بغير الله وتوجيه دعائه للمخلوق مثله فهذا يخشى عليه أن يكون قد أخطأ الرضى بالإسلام دينا لأن الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم يقول لنا بصريح العبارة:

إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ

وأما إذا كنت تصلي إلا أن صلاتك لا تثمر فيك الخلق الحسن ولا تنهاك عن السلوك المذموم فاعلم أنك حينها غيرُ مقيم لها. والمطلوب هو إقامتها وليس فقط أداؤها، فالإسلام الذي رضيت به دينا لا يرضى لك أن تكون صوريا غير مخلص كما قال تعالى في تعريف مرضى القلوب الذين لا تنفعهم صلاتهم:

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلّاَ قَلِيلاً

وإذا كنت ستدفع زكاة مالك فاحرص على أن يكون ذلك دون مَنٍّ ولا أذى واعلم أنك تضع الخير الذي تخرجه في يد ربك قبل وضعه في يد من يأخذه فلا تغتر بما عندك بل كن من الشاكرين واحرص على التواضع الذي يلازم شكرك هذا وهكذا أخي الحبيب ينبغي للحج والصيام أن يظهر أثرهما السلوكي فيك فلا حج يعقبه فسوق ولا صوم يسايره زور أو فجور فأبهى الصور التي يتجلى فيها الإسلام كما قال سيد ولد عدنان أن يسلم الناس من لسانك ويدك وأن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف وأن يمتلأ قلبك رحمة وعطفا على غيرك. فاللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا ورُدَّنَا إليك ردا جميلا يا أكرمَ الأكرمينَ ويا مجيبَ السائلين. اللهم استرنا. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى اللهم يسر له أمره كله واقض له حاجته واجعله يا رب من الصالحين وأقر اللهم عينه بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه وصلى الله على محمد.


سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ