Être satisfait de Mohammed comme prophète!

الرضى بمحمد نبيا

الحمد للهِ رب العالمين، نحمدك ربي على أن أرسلت فينا محمدا مبشرا ونذيرا ونشكرك ربي على أن جعلته لنا داعيا إليك وهاديا بإذنك صراطا مستقيما نَشهد أنك الله، لا إله إلا أنت، وحدَك لا شريكَ، نبهتنا إلى دور سيدنا محمد العظيمِ فينا، فقلت وقولك دائما صدقٌ وحقٌّ وبلاغةٌ وروعةٌ وحكمة:

مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتِمَ النَّبِيئِينَ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا ونبينا وإمامنا محمدا عبدُ الله ورسولُه أشار صلى الله عليه وسلم إلى عِظَمِ منزلته عند الله تعالى وعلو مقامه بين يديه سبحانه فقال  كما هو في الصحيح والسنن والمسند عن أبي هريرة رضي الله عنه:

مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا

وفي جامع الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً

أما بعد فيا أيها البررة، رأينا في الأسبوع الماضي معنى الرضى بالله ربّاً ومعنى الرضى عنِ الله، انطلاقا من قول الحبيب صلى الله عليه وسلم مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وإني ماضٍ بكم اليوم في النظر في معنى الرضى بمحمد نبيّاً ورسولا، لعلنا نسلُك هذا الطريق فننالَ بتلك الخطوة رضاه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينفك عن رضى ربِّنا أبدا. ألم تسمعوا إلى قول الله تبارك وتعالى:

مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ

وقال صلى الله عليه وسلم كما هو في الصحيح والسنن والمسند عن أبي هريرة رضي الله عنه:

مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ

ثم أليست الطاعةُ من أعظم موجبات الرضى والعصيانُ من أخطر أسباب السخط؟ عبادَ الله، إن مسألة الرضى بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا لتتمثل في ثلاثة أمور لا غنى لنا عنها. فإن كان الأول من تلك الأمور الثلاث هو الطاعةُ وهي معلومة من اللغة بالضرورة ومعناها لا غبار عليه فإن الأمرَيْنِ الآخَرَيْنِ يكمنان في الاعتزاز به صلى الله عليه وسلم قائدا والافتخار به سيدا والانتصار له إذا ظلم أو سب أو نيل منه ثم في الصلاة والسلام عليه دائما وأبدا ولله الحمد في الأولى والأخرى.

الحمد لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله وآله ومن والاه. عبادَ الله، إذا كنا فعلا راضينَ بمحمدٍ نبيا ورسولا فأقلُّ ما يمكن أن نفعله هو أن نعتز به قائداً بَدَلَ ما يُحس به بعضُ الناس من الخجل بسبب الانتماء إليه! والاعتزازُ لا ينحصر في القول باللسان بل يتعداه إلى الفعل بأن لا نتقدم على الرسول إذا تبث لدينا قول قاله أو فعل فعله أو موقف وقفه بل نأخذ به فرحين مطمئنين، كما قال تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

أما الافتخار به سيدا فيقتضي منا ألا نقدم عليه أحدا بل نرضى بحكمه وبرأيه مقتنعين بأنهما عينُ السداد وأعظمُ الصواب وبأن من سلك غير هذا المسلك أوشك تعريض إيمانه للضياع أو على الأقل لعدم التمام، مصداقا لقوله تعالى:

فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُومِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا

بدل البحث عن مخارجَ لا يحبها  وحِيَلٍ لا يرضاها لنا، عملا بقوله تعالى:

لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

وأما الانتصارُ له إذا ظُلِم أو سُبَّ أو نِيل منه فيعني أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة للذب عنه، متصرفين في ذلك بحكمة بالغة غيرَ مكترثين بما يمكنه أن يصيبنا من استهزاء أو استصغار من طرف المناوئين، وهو أصلا ضربٌ من ضروبِ الاعتزاز به السالف الذكر، ثم يبقى لنا الأمر الثالث الذي به يتم الرضى بمحمد نبيا، وهو كثرةُ الصلاة عليه وعدمُ الفتور عنها كلما سنحت الفرصة ومتى تأتى ذلك للسان. فهي لا تحتاج إلى طهارة ولا لأي مقدمات أخرى اللهم الحب الذي نكنه كمؤمنين لهذا الرسول العظيم والنبي الكريم محمد الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم. فاللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا ورُدَّنَا إليك ردا جميلا يا أكرمَ الأكرمينَ ويا مجيبَ السائلين. اللهم استرنا. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى اللهم يسر له أمره كله واقض له حاجته واجعله يا رب من الصالحين وأقر اللهم عينه بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه والحمد لله رب العالمين.