Le sermon de l’aïd

خطبة عيد الفطر 1437

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام منهاجاً وسبيلا ومخلصا، نشهد أنه الله، دعانا سبحانه وتعالى للصيام والقيام خلال عدة أيام ثم حثنا على تكبيره جل في علاه بعد إكمال تلك العدة وذلك بمناسبة يومِ الفرحة الكبرى يوم عيد الفطر المبارك فقال عز جاره وتقدست أسماؤه:

وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

فالله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه، جاء عنه في بعض الأحاديث إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدِ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهِمُ السَّلامُ فِي أَفْوَاهِ الطُّرُقِ، فَنَادَوْا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، اغْدُوا إِلَى رَبٍّ رَحِيمٍ، يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ، وَيُثِيبُ عَلَيْهِ الْجَزِيلَ، أَمَرَكُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ، وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ فَإِذَا صَلَّوا الْعِيدَ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: ارْجِعُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ رَاشِدِينَ، فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ ذُنُوبُكُمْ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ فِي السَّمَاءِ يَوْمُ الْجَائِزَةِ فالله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. أيها الإخوة البررة الكرام نحن فرحون بقدوم عيدِ الفطر الذي هو مناسبة عظيمة للم الشمل وإرساءِ روابط الأخوة بين المسلمين وإعادة الوحدة إلى صفوفهم خصوصا ونحن نرى ما يقع في بلاد المسلمين من تشرذمٍ وتقاتلٍ وتفجيرات. لقد آلمنا كل الألم التفجيرُ الذي هز رحاب ساحة المسجد النبوي الشريف قبل يومين ولكن هذا الفعل المشين بلِ المخزي الذي لا يمكن أن يكون مصدره منتميا للإسلام بحال لن يزيدنا إلا تشبثا بقيم السلم والحب والدعاء لأمتنا بالفرج العاجل. إن قوى الشر تعمل يائسة على تشتيت جماعة المسلمين وتفريق كلمتهم وقد يبدو أنها نجحت إلى حد بعيد بحكم أحوال بلاد المسلمين الآنية ولكن الله أعلى وأكرم وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين أبدا. أما عن ما وقع في مدينة الحبيب فلا ينبغي التسرع في الحكم عليه لأننا نجد عزاءنا كاملا في قوله صلى الله عليه وسلم:

إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا وَقَالَ: الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَدَعُهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا، إِلَّا أَبْدَلَ اللَّهُ فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَلَا يَثْبُتُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَائِهَا وَجَهْدِهَا إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُرِيدُ أَحَدٌ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، إِلَّا أَذَابَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ ذَوْبَ الرَّصَاصِ أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ

فالله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. فلا يَفُتَّنَ في عزائمنا مكرُ الماكرين، فالله خير حفظا وهو أرحم الراحمين، وإن للبيت ربا يحميه ولن يثنينا عن الإيمان به سبحانه وفعلِ الخير والسعي إليه بكل ما نملك من قوة وعن نشر ثقافة الحب والانفتاح أحد، معولين على قول ربنا عز وجل:

إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه. اللهم احفظ بلدنا هذا وسائر بلاد المسلمين بلِ العالمَ بأسره من مكر الماكرين وتخريب المخربين واجعل يا رب كيدهم في نحورهم إلى يوم الدين. اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا وكريم تحب الكرامة فسامحنا اللهم لا تجعل فينا ولا معنا ولا حولنا شقيا ولا محروما. اللهم اغفر للمذنبين منا وتب على التائبين واجز المحسنين ووفق المتقين وكن لنا جميعا يا رب العالمين اللهم انصر الإسلام والمسلمين أين ما حلوا وأين ما ارتحلوا واهد من خالفهم إلى الرجوع إليك يا رب العالمين حتى يعود الأمن والاستقرار والرخاء إلى كافة بقاع الأرض من غير استثناء يا أكرم الأكرمين. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ويا مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعة اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى، اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعللنا وما أنت أعلم به منا، اللهم حبب إلينا طاعتك يا أرحم الراحمين، اللهم انصر ولي أمرنا وارفع شأنه كله وأصلح به وعلى يديه ووفقه للخير وأعنه عليه وأقر عينه بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه آمين والحمد لله رب العالمين.