La prière pour le Prophète, une voie prometteuse pour la réussite finale

(الصلاة على رسول الله طريق واعد للفلاح)

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى حمد المعترف له بالنعمة ونشكره جل وعلا شكر المقر له بالفضل ونشهد أنه الله، لا رب لنا سواه ولا معبود بحق إلا هو، بين لنا المنزلة الرفيعة التي يتميز بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثم دعانا للصلاة والسلام عليه كلما سنحت لنا الفرصة بذلك، فقال عز شأنه وتقدست أسماؤه:

إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

ونشهد أن نبينا وحبيبنا وإمامنا محمدا عبدُ الله ورسوله، عرف معنى البخل في منطق الإسلام فقال عليه الصلاة والسلام كما روى ذلك عنه الإمام الحسين رضي الله عنه:

إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ

وإنما سمي بخيلا من يمتنع عن الصلاة والسلام على الرسول لأنه يبخل عن نفسه بالأجر السهل توفيرُه فيمنعها منه تقاعسا وإهمالا، ففي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم:

مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا

أما بعد، فيا أيها الإخوة البررة الكرام، عقب خطبة الأسبوع الماضي، جاءني بعض الإخوة ملاحظا أن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأخذ مجراها اللائقَ بها في أفواه أحباء الرسول، بينما الأصل أن يهب الناس لهذا الفعل دون تردد ولا تكاسل، بل بشغف وحب لا منقطعين. فقلت في نفسي، بعد أن وعدت أخانا الملاحظ الفاضل بتخصيص خطبة لهذا الموضوع في المستقبل القريب، فلتكن خطبةَ الأسبوع المقبل، فخير البر عاجله، خصوصا وأن موضوع الصلاة والسلام على الحبيب لا يمل منه المحبُّ أبدا بل يحتاج إلى التذكير به أكثر مما يتصور؛ فالصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم إضافةً على ما تُكسب العبد من صلاة الله عليه فهي مصدر عظيم لرفع درجته عند ربه وسبب عجيب للتجاوز له عن سيئاته ففي الحديث عند النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ

فاللهم صل وسلم وبارك وأنعم على حبيبك المصطفى ورسولك المرتضى وعلى آله الأطهار الطيبين وصحابته الغُرِّ المحجلين، عدد ما يرضيك يا الله، فترفع به مقتك وغضبك عنا آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه. عباد الله، إن الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم واجبةٌ على المسلم مرة واحدة في عمره، إذ الأصل فيها الامتثال لأمر الله مرة، فإن فعل المسلم ذلك يكون قد برأ ذمته. ولكن هل من المعقول أن يقتصر المسلم على واحدة؟ أليس الأحرى به وهو يعلم الفضل الذي يجنيه من تلك الصلاة أن يهب لها بعدد الأنفاس التي تجري فيه؟ لا حول ولا قوة إلا بالله! ظننت عند قولي هذا أنه سيرتج المسجد بالصلاة على النبي! عفوا نسيت حرصكم على الإنصات إلي! صلوا على رسول الله هداكم الله! تخيلوا معي لو أن أحدا جاء الآن فوعد ألف درهم كل من يصلي صلاة على الرسول خلال الربع الساعة الآتي. ماذا كان سيقع؟ بعد دقيقتين سيناشدنا الكف لأنه سيعود غير قادر على الوفاء بوعده لنفاد المال الذي بحوزته! فالواقع أنه بعد دقيقتين فقط، سيكون قد أنفق خمسَ مائة ألف درهم لكل مصل، فإذا كان عدد الموجودين خمسُ مائة فالقدر الذي سيكون مطالَبا بتوفيره سيبلغ مائتين وخمسين مليون درهم! سبحان الله، الناس شغفهم بالمال أكثر مما يوفره الله، بينما ربنا عز وجل يقول:

مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ

فهو سبحانه لن يطالبنا بالكف عن الصلاة لا بعد دقيقتين ولا بعد قرن لأن ما لديه سبحانه لا ينتهي! ألا تحب أن يغفر الله لك ذنبَك ويكفيك همَّك ويذهب عنك غمَّك ويفرج عليك كربَك؟ بلى! من منا غير مثقل بالذنوب؟ من منا ليس له هم؟ من منا لا يعرف الكرب أبدا؟ صل إذن على الرسول يأتيك الفرج من عند الله تعالى خيرِ مأمول. فعن أبيِّ بن كعب قال:

كَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ، قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا، قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ

فلنبادر للصلاة على رسول الله ،..، اللهم اعصمنا من الزلل وأعنا على طاعتك في كل وقت وحين ودون انقطاع آمين. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، اللهم انصر ولي أمرنا وارفع يا رب شأنه كله وأصلح به وعلى يديه ووفقه للخير وأعنه عليه وأقر عينه بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه آمين والحمد لله.