Le devoir de répondre à l’appel de Dieu et de Son Messager

(الاستجابة لله وللرسول)

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى وبه نستعين ونشكره جل وعلا في كل وقت وحين ونشهد أنه اللهُ ولي المتقين رغبنا في طاعته وطاعة رسوله ووعدنا على ذلك فوزا عظيما عنده، غدا يوم القيامة، فقال جل شأنه وتقدست أسماؤه:


وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ


ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله بين لنا أن طاعة الله ورسوله لهي السبيلُ الأوحد للفوز بالجنة ونيل رضا رب العزة فقال عليه الصلاة والسلام:


مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ

وفي الحديث الآخر وكلاهما في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه:


كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى

أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون، إن مسألة طاعة الله ورسوله تتمثل في الائتمار بأوامرهما والانتهاء عند نهيهما وهذا لا يتحقق إلا بالاستجابة لهما، علما بأن الله ورسوله لا يدعوان الإنسان إلا لما فيه خيره ولا ينهيانه إلا لما فيه شر له ومن ذلك قوله تعالى:


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

فهذه الآية، عباد الله، تتضمن نداء إلهيا علويا يدعونا من خلاله ربنا نحن معشر المؤمنين إلى الاستجابة له ولرسوله، خصوصا وأن كل ما يَدْعُوَانِنَا إليه لا يسعه إلا أن يكفل لنا الحياة الطيبة الكريمة والعيشة الهنيئة المرضية، وكيف لا ودعوة الله ورسوله دعوةٌ إلى الإيمان الصحيح الصادق وإلى العمل الصالح المثمر اللذان هما مفتاح النجاة وسر عدم الخسران:


وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

ومن هنا نستطيع أن نقول إن كلمة الاستجابة لله ولرسوله لما يحيي الإنسان تعني الاستجابة لدواعي الحياة الطيبة وأسبابها. فنحن مدعوون للاستجابة لعقيدة تحيي القلوب والعقول فتنقذها من براثن الشرك والجهل والحيرة والضلال؛ نحن مطالبون بالاستجابة لشريعة تحيي الأفراد والجماعات فتنير لهم الطريق لفعل الصالحات وتجعلهم يتنافسون في المكرمات بعيدا كل البعد عن كل ما يكدر عيش الآخرين أو يطغى على حقوقهم مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:


المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيدِهِ وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ وَالمُؤْمِنُ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَالُمجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ

عباد الله، إذا كنا مسترشدين توجيهات ديننا الحنيف فعلينا أن نعلم أن خير ما يقوم به المرء في حياته بعد الإيمان بالله ورسوله هو سعيه في تقديم الخير وكافة أنواع الإحسان والمعروف لأمثاله من بني الإنسان ولا أدل على ذلك من قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:


أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ

هذا هو المؤمن الصادق المستجيب لدعوة ربه ورسوله لأنه يسعى من أجل سعادة مجتمعه ورقي وطنه وفي ذلك كله إرضاء لسيده ومولاه عز وجل وهنالك مكمن الفلاح والحمد لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. أيها المؤمنون، إن الاستجابة لله ورسوله لا تكفي فيها النيةُ الصالحة وإنما ينبغي لكل من أحب السير في طريق الله أن يتيقن من فهمه الصحيح لنصوص الذكر الحكيم والسنة المطهرة الشريفة حتى لا يقع في المحذور من التأويل الخاطئ والفعل الشنيع. وهذا ما يدعونا للقول بوجوب الاسترشاد بأهل العلم والرجوع إلى أقوالهم والاسترشاد بسلوكهم حتى لا نقع في فخ التنطع الذي لا نتيجة له إلا ما أصبحنا نراه هنا وهناك من مصائب وأعمال مجانبة لغاية الدين ومقاصده أو قل مناقضةٍ له بالمرة، نسأل الله تعالى السلامة والعافية وفي هذا الإطار لا يسعنا إلا الاستنارةُ بقوله تعالى:


فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ


قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ

ثم إن أخوف ما يُخاف على الأمة أن يندثر علماؤها وأئمتها أو يُعزفَ عن الأخذ عنهم والاسترشاد بمعارفهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما جاء في البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:


إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا

وتلكم هي الطامة الكبرى التي نسأل الله تعالى أن يجنبنا إياها ولا نشك أنه سبحانه مجيب لهذا الدعاء ما دمنا مستجيبين له ولرسوله فهو الذي وعدنا بذلك حين قال جل شأنه:


وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ

وهذه الاستجابة نتفاءل بوجودها في سياسة أمير المؤمنين الذي يرعى للعلماء مكانتهم ويحرص على تكوينهم التكوين الذي يمكنهم من القيام بدورهم خير قيام. اللهم اجعلنا من المستجيبين حقا لك ولرسولك وجنبنا سوء الفهم والزيغ والزلل وصل اللهم وسلم على نبينا محمد. اللهم لك الحمد والشكر لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك لا رب لنا سواك ولا معبود بحق إلا أنت اللهم إنا قد اعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا اللهم أغث قلوبنا باليمن والإيمان وبلادَنا بالأمن والأمان. اللهم احفظ أمير المؤمنين بما حفظت به الذكر الحكيم أيد اللهم به الوطن والمواطنين واجعل ما يقوم به من خير لصالح الإسلام والمسلمين اللهم اجعل قرة عينه في الصلاة واطمئنان قلبه في ذكرك وعشقَ نفسه في تلاوة وحفظ وتدبر كتابك ومنتهى حكمه في تطبيق شريعتك والاستجابة لسنة وتوجيهات حبيبك اللهم ارحم أبويه الكريمين المنعمين محمد الخامس والحسن الثاني وأغدق عليهما سحائب مغفرتك ورحمتك ورضوانك اللهم اجعلهما في أعلى عليين وأسعد أمير المؤمنين بولي عهده مولاي الحسن وسائر أفراد أسرته وشعبه آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.