Lueurs du magnifique passé de l’Islam (Le bien aimé)

إشراقات من تاريخ إسلامنا المجيد (الحبيب)

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى حمدا لا نحمده أحدا سواه ونشكره جل وعلا شكرا لا ينبغي لأحد غيره ونشهد أنه الله لا إله إلا هو، بيَّن منزلة سيدنا محمد وشهد له بالخيرية على سائر البشر وأنه الرحمة المهداة فقال:

لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُومِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

ثم إن الله جل وعلا زكاه كاملا كما لم يزك أحدا من قبله من البشر فقال:

ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ

ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله بلغه ذات يوم أن أحدا قدحه في نسبه فخرج على أصحابه فقال:

إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ سَبْعًا ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ فَاخْتَارَ مِنَ الْخَلْقِ بَنيِ آدَمَ ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ بَنيِ آدَمَ الْعَرَبَ ثُمَّ اخْتَارَ مِنَ الْعَرَبِ مُضَرَ ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ مُضَرَ قُرَيْشًا ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنيِ هَاشمٍ ثُمَّ اخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَأَنَا خِيَارٌ مِنْ خِيَارٍ

وهذا الحديث وإن كان قد تُكُلِّمَ في صحته فهو في المستدرك وفي المعجم الكبير وفي دلائل النبوة وشعب الإيمان وغيرها من كتب الحديث والشمائل أما بعد، فيا أيها الإخوة البررة الكرام لا يسعني للوفاء بعهدي في الكلام عن القدوة والتعريف بشخصيات برزت عبر التاريخ الإسلامي المنير إلا البدءَ بالحبيب المصطفى فهو أعظم قدوة وخير إسوة وإن كنت على يقين أن خطبة واحدة لن تكفيَني للإحاطة بشخصيةٍ كُتِب عنها الكثير ولا يزال الناس مهتمين بها وإلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها، ولكنه الوفاء لهذا العظيم هو الذي جعلني أحذو هذا الحذو. ألم يقل ربنا في حقه صلى الله عليه وسلم:

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلًعَالَمِينَ

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً

بلى يا رب إنه أسوتنا وقدوتنا ونحن ممتنون له بما قدمه لنا وبما سيقدمه لنا من معروف فاللهم صل وسلم وبارك وأنعم عليه في الدارين وارزقنا يا الله شفاعته آمين؛ هذا وطلبا للاختصار فسأقتصر في هذا التعريف على ذكر حديث صحيح يبين لنا عظمة هذا الرجل ويدلنا على تجرده من طلب المنفعة لشخصه واهتمامِه بأمته وأنه لم يكن مثل سائر الزعماء عبر العصور بل انفرد بنزع الأنانية من قلبه فصل اللهم عليه وعلى آله والحمد لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. عباد الله، روى البخاري ومسلم عن معبدِ بنِ هلال أن أنسا حدثهم بحديث الشفاعة فقال حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قَال:

إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيم فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ،–، قَالَ: ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي، لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

فهذا أيها البررة الكرام هو نبيكم هذا هو محمد خير خلق ربكم هذا من لا تهمه نفسه بل كل همه أن تنجو أمته فأفلا يليقُ بنا أن نؤسس لحبه وأن نجعل منه صلى الله عليه وسلم أسوة لنا في كل شيء ولكن بالخصوص في هذا الأمر العظيم الذي يمثله إخراج الأنانية من القلب وحب الخير للغير ودرء الشر عنه بكل ما أوتينا من قوة، ففي الحديث:

بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ

فقل لي بربك أيا سيكون شأنك عند الله لو جعلت همك في حياتك إبعادَ الشر عن الناس وإحضارَ الخير لهم فلا سب ولا لعن ولا تعنيف بل عمل كله مد يد العون للغير وإطلاق اللسان بطيب الكلام فاللهم صل على سيدنا محمد. اللهم انفعنا بمحبته واحشرنا في زمرته ولا تخالف بنا عن سنته اللهم انصر ولي أمرنا وارفع شأنه كله وأصلح به وعلى يديه ووفقه للخير وأعنه عليه وأقر عينه بولي عهده واحفظه في أسرته والحمد لله.