Lueurs du magnifique passé de l’Islam (Introduction)

إشراقات من تاريخ إسلامنا المجيد (مقدمة)

الحمد لله نحمده تعالى حمدا كثيرا لا ينبغي إلا له ونشكره جل وعلا شكرا جزيلا لا يليق إلا به ونشهد أنه الله، لا رب لنا سواه ولا نعبد إلا إياه، دعانا سبحانه وتعالى للتفكر وأخذ العبرة ممن سبقنا من الناس فقال عز من قائل:

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ

ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله بين أن أفضل من تؤخذ منهم العبرةُ، الخِيَرَةُ فيُتَّخَذون قدوةً بخلاف من ساروا على نهج غير الاستقامة فضلوا وأضلوا، فَقَالَ فيما صح عنه:

خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ

أما بعد، فيا أيها الإخوة البررة الكرام خطبة اليومِ هذه عبارةٌ عن مقدمة لمجموعة من الخطب التي سنعمل فيها على التعريف بشخصيات برزت في تلك القرون التي وصفها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنها خيرُ القرون. والهدف من هذا المشروع هو الإشارة إلى عظمة هذا الدين الذي حين يسري في قلب الإنسان فيجري فيه مجرى الدم يُخرج لنا أفذاذا نتمنى لو وجد منهم المئات ولكن هيهاتَ هيهات. إننا نحتاج أيها الأحباب إلى مثل هذه العمليات وإلى الذكرى المستمرة لأننا في زمان كادت تنعدم فيه القدوة الحسنة زمنٍ كثر فيه اللغط واللغو ولم يعد فيه للاستقامة مكان، اللهم في قلوب الذين أخلصوا دينهم لله وجردوا نياتهم له سبحانه فوفقهم لأن يكونوا من الصالحين، اللهم اجعلنا منهم آمين. أيها الإخوة ما بال مجتمعنا لم نعد نكاد نرى فيه إلا النفاق والزور والغش ولم نعد نكاد نسمع فيه إلا النميمة والغبية والكذب ولم نعد نكاد نحيا فيه إلا القسوة والاختطاف والقتل؟ فأين نحن من المسارعة إلى الخيرات التي دعا إليها ربنا حين قال:

إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ

فألا يليق بنا العودةُ إلى رشدنا وإلى العيش في حضن كتاب ربنا وامتثال قدوة حبيبنا؟ بلى والحمد لله.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. أيها المسلمون إن مسألة أخذ القدوةِ من الصالح والعبرةِ من مصير الطالح أمْسَت ملحةً للغاية فالله تعالى يقول عن أخذ القدوة:

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ

وهذا يعني أن معرفة أحوال الصالحين من أمثال إبراهيم وأتباعِه ضرورة لا مناص منها لكي نستطيع البقاء على صراط الله المستقيم. وأما عن أخذ العبرة من مصير الطالحين فيقول تعالى:

قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

عسى أن يكون ذلك محفزا لنا لترك الكذب والتكذيب وكذا سائرِ أنواع الإجرام التي يمكن أن نتصورَها، لأن الله تبارك وتعالى يقول في موضع آخر:

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ

فمن هم هؤلاء الذين نحتاج إلى اقتفاء آثارهم والتعلم منهم فنفوز مثلهم أَهُمُ الأنبياء والرسل؟ نعم إلا أن هناك من سيقول هؤلاء مؤيدون بالوحي ولا أستطيع أبدا أن أكون مثلهم فائتني بمن هو عادٍ مثلي لأتمكن من مسايرتك والعمل بما كان عليه. فهناك إذن من الصحابة الكرام من يفي بهذا الشرط فإنِ اعْتُذِر بكونهم نهلوا مباشرة من معين النبوة، قلنا هناك الذين جاءوا بعدُ من التابعين ومن تبعهم بإحسان من الصالحين والقانتين فمن هو الإمام علي وكيف كانت أخلاقه؟ من هو زيد بن ثابت وما قدر علمه؟ من هو معاذ بن جبل وائتنا بمناقبه؟ من هو عمر بن عبد العزيز ومن هو الحسن البصري ومن هم الأئمة الأربعة ومن هم أئمة القراءة من أمثال نافع وحمزة وعاصم وعلي وحتى من المتأخرين من أمثال ابن تيمية المفترى عليه وأبي الحسن الأشعري وصلاح الدين ومن هم مثله، فهذا ما سنطلع عليه بإذن الله في الخطب المقبلة وبتدرج كبير فاللهم صل على سيدنا محمد. اللهم انفعنا بمحبته واحشرنا في زمرته ولا تخالف بنا عن سنته. اللهم انصر ولي أمرنا وارفع شأنه كله اللهم أصلح به وعلى يديه ووفقه للخير وأعنه عليه وأقر عينه بولي عهده واحفظه في أسرته والحمد لله رب العالمين.