Les fêtes de fin d’année et les interdits qui les accompagnent

رأس السنة الميلادية وما يرافقه من منكرات

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ولا نحمد أحدا سواه ونشكرهُ جل وعلا شكرا لا ينبغي لأحد غيرِه، ونشهد أنه الله، لا إله إلا هو، بين منزلة أهل الكتاب في ميزانه سبحانه وأنها ما تدنت إلا بتحريفهم لتعاليم دينهم التي جاءت في الكتب المنزلة فيهم فقال:

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ

ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله، حذرنا صلى الله عليه وسلم من الاغترار بما هو عليه اليهود والنصارى من سلوك واعتقاد فقال كما هو مثبت في كتب الحديث وعلى رأسها الصحاح:

لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، قَالَ، فَمَنْ؟

أما بعد فيا إخوتاه، إن قضية التشبه باليهود والنصارى تناولها قبلي كثير من الخطباء وجرى فيها القلم أكثر مما يتصوره الإنسان، ولا زالت وإلى حد هذه الساعة تشغل بالَنا ولا نفتأ نُذكر بها وبخطرها، عسى في يوم من الأيام تجد من يتأملها فيأخذها حقا بعين الاعتبار وعلى الوجه الصحيح الذي يمَكننا من إرضاء ربنا. أيها المؤمنون ليست المشكلة في تشبهنا بهم إذا كنا سنأخذ عنهم صدقا في القول وأمانة في المعاملة واحتراما للمواعيد ورِقَّةً في الكلام وتركا للرشوة وتحذيرا من النهب ومنعا لرمي الأزبال ومحافظة على البيئة وغير ذلك من الأخلاق الرفيعة التي جاء حبيبنا صلى الله عليه وسلم من أجل إتمام مكارمها والتي هي من صميم ما أوصانا به ربنا. ليست المشكلة في هذا كله وإنما المشكلة في تشبهنا بهم في العقيدة الفاسدة أو الولاء الأعمى أو السلوك المحرم فرديا كان أو جماعيا فتلك هي الطامة الكبرى والمسلك الخطير فعلا الذي لا يعدو أن ينخرط بنا في نطاق الظلم الذي لا يحبه الله:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

واعلموا رحمكم الله أنه لا يسلك مثل هذا المسلك إلا من سرى في جنباته بصيص من النفاق والعياذ بالله:

فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ

فلنكن إذن يقظين ولا نترك للشيطان فجوة، والحمد لله أولا وآخرا.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. لعلكم إخوتي قد فهمتم قصدي من هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات وإلا فإنني أذكركم بأن العالم برمته سيحتفل برأس السنة الميلادية بعد أربع وهذا في حد ذاته لا يزعجني شخصيا فهو أمر أصبح في حكم المسلمات وإنما الذي يؤلمني هو ما يواكب هذا الاحتفال من منكر عظيم من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وفي بلاد المسلمين وبلاد غير المسلمين على حد سواء وبلا حدود وكأن جميع القيود تنحل وكأن التحلي بالحياء دخل في سبات عميق بفعل مبنجٍ خطير؛ فالخلاعة في تلك الليلة تأخذ منحى يفتح الباب أكثر للفاحشة وكأنه لم يكن مفتوحا من ذي قبل. فالكل، إلا من رحم الله وهداه إلى حبه، ينخرط في مشروع الزناة فيأخذ حظه من تلك المصيبة التي سواها الله تعالى في الإثم بالشرك به وقتل النفس التي حرمها إلا بالحق حين قال جل شأنه واصفا عباده:

وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا

أما السكر والفجور فأحدثكم عنه بحرج شديد، خصوصا بعد إصدار المنظمة العالمية للصحة لتقرير يفيد أن معدل استهلاك الفرد الواحد للمواد الكحولية في بلدنا وفي العالم الإسلامي يفوق استهلاك الألمانيين والروس وأن المغاربة يأتون في المرتبة الخامسة على الصعيد العربي فيا حسرة على إيمان المسلمين! لقد جاء في الصحيح:

وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ

اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع وعين لا تدمع وقلب لا يخشع وعقل لا يفقه ودعاء لا يستجاب له ولا تؤاخذنا يا الله بما فعل السفهاء منا أنت سيدنا ومولانا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين؛ اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه، ثبت اللهم مسعاه وسدد خطاه واملأ قلبه بنور الإيمان ومنطقه بحق اليقين واجعل يا الله فكره عامرا بذكرك آمين وأقر اللهم عينه بصلاح ولي عهده وحب شعبه وطاعة من هم تحته والحمد لله رب العالمين.