L’obligation de la Zakat

التذكير بفرضية الزكاة

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ولا نحمد أحدا سواه ونشكرهُ جل وعلا شكرا لا ينبغي لأحد غيرِه ونشهد أنه الله، لا إله إلا هو، دعا عباده إلى احتراف العفو والصفح في حياتهم ثم أمرهم بإقامة فرائض الدين ورغبهم بالخصوص في إخراج الزكاة فقال:


فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ


ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله بين ثمرة الزكاة ومغزاها الذي من أجله فرضت فقال صلى الله عليه وسلم:

إنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضِ الزَّكَاةَ إِلَّا لِيُطَيِّبَ مَا بَقِيَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ

أما بعد، فيا أيها الأحبة البررة الكرام جرت العادة في هذا البلد الحبيب أن يؤدي المسلمون زكاة أموالهم في شهر المحرم، ولعل ذلك مرتبط بأول السنة وما يوحي به من أمور الحول ودورانه وهذا في حد ذاته أمر محمود حتى لا يُغفل عن هذا الركن الركين من أركان الدين، بل يَهُبَّ الناس لإقامته مجتمعين ويتنافسوا في ذلك، فالتنافس في الخير وأداءِ الفرائض من غير رياء ولا سمعة أمر مطلوب لا محالة أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون! ولكن الأصلَ في إخراج الزكاة يمتد على طول السنة فالمسلم يبدأ في أداء هذه الفريضة في حياته متى اجتمع لديه النصاب ودار الحول على هذا الأخير. أي أن المرء إذا اجتمع لديه من المال في وقت معين ولأول مرة، في زماننا هذا، ما يقارب ثلاثين ألف درهم مغربيا، بدأ في عد الحول لينظر هل يُخرِجُ الزكاة أم لا فإذا بقي عنده ذلك القدر أو أكثرُ منه بعد مرور سنة قمرية كاملة، وجب عليه إخراج الزكاة أي إخراجُ ربع العشر مما وجد نفسه يملكه بعد انقضاء تلك السنة. أما إذا وجد أن رصيده قد نقص عن ما كان عليه في أول الحول فلا زكاة عليه. هذا وينبغي للمسلم أن يتحرى في عَدِّ كل ما يملكه إذ لا سبيل للتحايل ولا للاختلاس، فالزكاةُ أيها الأحبة واجبة في جميع أنواع المال التي يملكها الإنسان فهي حق معلوم يعطى لأصحابه في الوقت المحدد له بنية إيتاء الزكاة وصلى الله على نبينا محمد ومن والاه والحمد الله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. عباد الله، يحوم حول الزكاة كثير من الغموض وتنزيلُها على الواقع لم يحض على مر التاريخ بما يستهل من اهتمام رغم أنها من أسس الدين التي بني عليها، فقد قال صلى الله عليه وسلم:

بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ

ولذلك وبما أننا لا نسطع التطرق لكل ما يتعلق بالزكاة من على المنبر، اللهم التذكيرَ بفرضيتها والحثَّ على فعلها فإني سأقتصر على دعوة كل واحد منا أن يسأل عن من يَفْقَهُ أمورَ الزكاة ليتبين له كيف يبرئ ذمته مع الله فيها فنحن جميعا نقرأ ونعلم أمره تعالى:


فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ

ومن الأمور التي أحب التنبيهَ عليها بعجالة أن لا علاقة للزكاة بالتوسعة التي نوزعها على الأبناء في عاشوراء فبعض الناس يظن ذلك وهو خطأ فالزكاة تجب عند تمام الحول على النصاب ولا يهم في أي شهر بدأ العد على الحول ثم إنه لا يجوز تقديم الزكاة عن موعدها إلا لضرورة قصوى كما لا يجوز تأخيرها عن وقتها التي تجب فيه فشأنها شأن الصلاة لا تقدم ولا تؤخر إلا في حالات عينها الشرع. ثم ينبغي للمرء التحري في من يستحق الزكاة ليؤديها على الوجه الذي شرعه الله ويضعها في الموضع الذي وضعها الله فيه حين قال سبحانه وتعالى:

إِنَّمَا الصَّدَقَـاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَـاكِينِ وَالْعَـامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرّقَابِ وَالْغَـارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَٱبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

فلا بد إذن من معرفة تفاصيل أحكام الزكاة وشروطها وبيان من تجب له ومن تجب عليه وما تجب فيه من الأموال. اللهم تب علينا واعف عنا واغفر لنا وتجاوز عنا وارحمنا اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة اللهم قو إيماننا ويسر الهدى لنا! اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى سدد خطاه وثبت مسعاه واملأ قلبه بالإيمان ومنطقه باليقين واجعل فكره عامرا بذكرك آمين. اللهم وأقر عينه بصلاح ونبل ولي عهده وبطاعة أسرته وحب شعبه آمين وآخر دعاء منا دائما الحمد لله رب العالمين وأقم الصلاة.