Les mérites du vendredi et la bienséance qui lui sied

محرم والصيام وعاشوراء

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ولا نحمد أحدا سواه ونشكرهُ جل وعلا شكرا لا ينبغي لأحد غيرِه ونشهد أنه الله، لا إله إلا هو نص على فرضية صلاة الجمعة وبعض آدابها فقال:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله ذكَّر بفضل يوم الجمعة وأجر التبكير إلى الصلاة فيها فقال صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك الإمام أحمد في مسنده:

لَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ وَلَا تَغْرُبُ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا تَفْزَعُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا هَذَيْنِ الثَّقَلَيْنِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ؛ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَكَانِ يَكْتُبَانِ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَدَنَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ شَاةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ طَائِرًا، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَيْضَةً، فَإِذَا قَعَدَ الْإِمَامُ طُوِيَتْ الصُّحُفُ

أما بعد، فيا أيها الإخوة البررة الكرام ذكرت لكم في الأسبوع الماضي، بين الخطبتين، استحباب دخول المسجد مبكرا قصد صلاة الجمعة وحديثنا هذا يؤكد لنا المعنى؛ وقد ارتأيت أن استرسل في الموضوع خصوصا وقد كان بعض الإخوة قد طلب مني طرق آداب الجمعة. وفي هذا الصدد أقول مستعينا بالله إن هذا اليوم الذي نحن فيه يوم عظيم لا ينبغي أن نغفل عن فضله فقد اختصنا الله به معشر المسلمين وجعله خير أيام ه فقال صلى الله عليه وسلم:


خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ

ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمَ هذا اليوم بتخصيصه بأفعال تقربه من ربه لم يكن يفعلها في سائر أيامه فكان صلى الله عليه وسلم في فجره غالبا ما يقرأ بالسجدة والإنسان لما فيهما من تذكير بالحشر وأهواله والقيامة وأحوالها؛ ثم إنه صلى الله عليه وسلم كان يوصي بالاغتسال فيه ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه ثم يغدو مبكرا إلى المسجد كما أسلفنا وكان يقول:


مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ غَدَا وَابْتَكَرَ، ثُمَّ جَلَسَ قَرِيبًا مِنَ الْإِمَامِ وَأَنْصَتَ، وَلَمْ يَلْغُ حَتَّى يَنْصَرِفَ الْإِمَامُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا كَعَمَلِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا

فكم منا لا يأتي إلا أشعث أغبر فلا يدخل إلا بعد الإمام ثم إذا سلم هذا الأخير خرج وكأنه جالس على الجمر ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. عباد الله، ومن الناس من لا يكلف نفسه تنظيفا ولا اغتسالا فتراه يؤذي مَن بِجَانِبِه بريحه الكريه فيُخَلِّفُ ما يُخَلِّفُ من استياءِ إخوانه وما سبَّبَهُ لهم من فتنة وقلة خشوع. ومن آداب الجمعة الإنصات للخطبة لأن من لم ينصت كان لاغياً ومن لغا فلا جمعة له، كما نُذَكَّرُ به كل أسبوع قبل الخطبة؛ فيا عجبا لسامع لا يعقل وعاقل لا يطبق ولا يتأثر. إن المسلم أثناء الخطبة لا ينشغل بشيء فلا يرد سلاما ولا يُشمت عاطسا ولا يعبث بحصير ولا بحصا ولا يُحلق يمينا ولا شمالا بل ينصت ويصغي لأن كل همه عدم تضييع الأجر المنوط بصلاته؛ ثم من حسنات التبكير أن يجلس المرء في الصف الأول فهو خير الصفوف ثم إنه بهذا يتجنب تخطي الرقاب وإذاية الناس فقد دَخَلَ رَجُلٌ والنبي عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّى الرِقَابَ إلى أن دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ فَلَمَّا قَضَى الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ الْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ:

أَشَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعنا؟ فَقَالَ نَعَمْ، أَوْلَمَ تَرَنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ سَلَّمْتُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ رَأَيْتُكَ تَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ وَقَالَ لِآخَرَ صَنَعَ مثل ذَلِكَ مَا صَلَّيْتَ، وَلَكِنَّكَ آنَيْتَ وَآذَيْتَ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا:

مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَسَّ مِنْ طِيبِ امْرَأَتِهِ إِنْ كَانَ لَهَا وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ثُمَّ لَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ وَلَمْ يَلْغُ عِنْدَ الْمَوْعِظَةِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُمَا، وَمَنْ لَغَا وَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، كَانَتْ لَهُ ظُهْرًا

ومن الآداب التي َنُذَكِّرُ بها دون ذكر لأحاديث تؤكدها استحباب قراءة الكهف وتحري ساعة إجابة الدعاء والإكثار من الصلاة على النبي ففي كل ذلك أجر عظيم ومعلوم اللهم تب علينا واعف عنا واغفر لنا وتجاوز عنا وارحمنا. اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة قو إيماننا ويسر الهدى لنا! اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى سدد اللهم خطاه وثبت مسعاه واملأ قلبه بالإيمان ومنطقه باليقين واجعل فكره عامرا بذكرك آمين. اللهم وأقر عينه بصلاح ونبل ولي عهده وبطاعة أسرته وحب شعبه آمين وآخر دعاء منا دائما الحمد لله رب العالمين وأقم الصلاة.