Les mérites de nourrir les autres

فضل إطعام الطعام

الحمد لله رب العالمين نحمده ونشكرهُ ونستهديه ولا نكفره بل إننا نتوب إليه ونستغفره ونشهد أن لا إله غيره، بين فضل إطعام الطعام فقال عز من قائل:

إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا


ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله كان من أول ما قاله صلى الله عليه وسلم حين وصل إلى المدينة المنورة بعد هجرته:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ

أما بعد، فيا أيها الإخوة البررة الكرام إن هذه الأخلاق التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعظم دليل على أن الإسلام يحرص كل الحرص على الألفة والمحبة وعلى بناء مجتمع يسوده الرفق واللين والمعاملة الحسنة. وإن من بين تلك الأخلاق الفاضلة إطعام الطعام الذي لربما يحتقره بعض الناس فلا يقدرونه حق قدره، في وقت يحثنا الله تعالى عليه ويَعُدُّهُ من أعظم أسباب النجاح في الامتحان الأخروي حين يقول صلى الله عليه وسلم في إحدى أولى الآيات التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن المكي:

فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ

بل إنه سبحانه وتعالى يبرر دخول أهل النار إلى النار بكونهم أخطأوا الإيمان به وتكاسلوا عن إطعام الطعام فيقول تعالى عن من يؤتى كتابه بشماله:

إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ

فيتبين لنا من هذه الآية العظيمة أن سدَّ رمقِ المحتاج وإطفاءَ جوعِهِ أحدُ السببين الرئيسيين اللذين يقيان المرء من دخول النار وكيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد هذا المعنى العظيم فيقول:

مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قُدَّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ

فلا تحقروا إخواني من المعروف شيئا واعرفوا للمساكينِ حقوقهم واعلموا أن ما بأيديكم من المال إنما أنتم فقط مستخلفون فيه وأن اللهَ سائلُكم عنه فيم أنفقتموه فضلا عن كيف اكتسابه فآهٍ آه، وآخر دعوانا أن الحمد لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. إن فضل إطعام الطعام لا غبار عليه ولا بد للمسلم أن يدرأ عنه الشح الذي يمنعه منه عساه يكون من الناجحين، فربُّنا تعالى يقول:

وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ

ودعونا من الدعوة إلى إطعام الطعام لنتطرق إلى بعض آدابه التي لربما نغفل عنها فيُحبِطُ غيابُها أجرَها. وأولى تلك الآداب الإخلاص لهد فقد مدح عز وجل الذين يباشرون الإطعام فقال:

إِنَّمَا نُطْعمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا

وثاني تلك الآداب الحرصُ على عدم التبذير حتى لا ينقلب الأمر إلى ضده فيصبح كفرا والعياذ بالله، قال تعالى:

وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا

هناك من يبتغي فضل الإطعام بإقامة الولائم إلا أنه لا ينتبه إلى ما يقع فيها من ضياع وطرح لبقايا الطعام في المزابل وتراكمها هنا وهناك بينما الأصل هو أن تحفظ وتكرم فتستهلك؛ قال صلى الله عليه وسلم:

إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ وَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ

فيا أسفاه على إنسان يشبع فينسى جائعا بجنبه أو يتيما يئن تحت وطأة الخصاصة، فكم منَ الطَّعَام يُرمى في الفنادق والمطاعم وما إليها؛ بل حتى في منىً وعرفات التي من المفروض أن ينتفي منها الإسراف فلا تُكْفَرِ النعمة فأين نحن من تعاليم الدين؛ وهل ننتظر أن يرضى ربُّنا؟ فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا! جاء عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهَا أَبْصَرَتْ حَبَّةَ رُمَّانٍ فِي الأَرْضِ فَأَخَذَتْهَا وقَالَتْ إِنَّ اللهَ  لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ. وأما الأدب الثالث فإياك وجعل ولائمك للأغنياء دون الفقراء ففي صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم:

شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ

فَاتَّقُوا اللهَ عباد الله وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ وَاحْذَرُوا كُفْرَها ولا تنسوا قوله تعالى لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ اللهم وفقنا لشكر نعمك وأعذنا من كفرها، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى اللهم سدد خطاه وثبت مسعاه آمين اللهم وأقر عينه بصلاح ولي عهده وطاعة أسرته وحب شعبه والحمد لله رب العالمين.