Le respect de la femme : devoir religieux indéniable

الرفق بالمرأة واحترامها من شعائر الدين العظيمة

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ولا نحمد أحدا سواه ونشكرهُ جل وعلا شكرا لا نشكره أحدا غيره ونشهد أنه الله الذي لا إله إلا هو عظَّم العلاقة التي تكون بين المرء وزوجه ثم دعا الرجال خصوصا إلى رعايتها فقال:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا


ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله حذَّر الأمة من مغبة القسوة والعنف ضد النساء فقال صلى الله عليه وسلم:

لا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ، فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَئِرْنَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، فَرَخَّصَ فِي ضَرْبِهِنَّ، فَأَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْتَكِينَ أَزْوَاجَهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْتَكِينَ أَزْوَاجَهُنَّ، لَيْسَ أُولئِكَ بِخِيَارِكُمْ

أما بعد، فيا أيها الإخوة البررة الكرام هذه الخطبة هدية مني وبلا مناسبة للمرأة عنونتها الرفق بالمرأة واحترامها من شعائر الدين العظيمة. ولعله قد سبق لي الكلام في هذا الموضوع غير ما مرة ولكنَّ واجبَ التذكير يبقى قائما فلا غرو أن الله تعالى يقول:

وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ

فإن كنا مؤمنين حقا فلا بد أن نصغي للكلام الآتي، عسى أن ينفعنا الله به فنُحَسِّنَ نحن معشر الذكور من نوعية معاملتنا للإناث. فيا أيها الآباء كونوا لبناتكم من الرحماء، أحسنوا تربيتهن وأكرموا وفادتهن ولا تقسوا عليهن إذا رأيتم منهن ما يغيظكم بل اسمعوا إلى الحبيب المصطفى وهو يقول في رواية ابن عساكر عن الإمام علي:

خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ
لِأَهْلِي، وَمَا أَكْرَمَ النِّسَاءَ إِلَّا كَرِيمٌ وَلَا أَهَانَهُنَّ إِلَّا لَئِيمٌ

أما أنتم يا معشر الأولاد، فاستوصوا بأمهاتكم وأخواتكم خيرا واجتهدوا في بِرِّهِنَّ وفي الدعاء لهن والعمل على إرضائهن ولا تنسوا أبدا قول ربكم:

وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى

وهذا يشمل كل نساء الأسرة من غير استثناء فالخالات والعمات وغيرُهن داخلات في هذا الإحسان بلا ريب ولا شك. أما الأزواج فنترك أمرهم إلى ما بعد الاستراحة بحول الله تعالى وآخر دعوانا أن والحمد لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. أيها الكرام، إن الحبيبَ صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته علت محياه البسمة وانطلق في خدمة أهله حتى تستوجب الصلاة خروجَه فقد سئلت أمنا عائشة رضي الله عنها ما كان النبي  يصنع في بيته فَقَالَتْ:

كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ

وفي حديث آخر لأحمد قالت:

كَمَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ، يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ

أما نحن، إذا وجد أحدنا قميصا غير محدد قامت قيامة زوجته وإذا طغى الملح في الطعام وكأن الإنسان لا يجوز له الخطأ ولا النسيان فتجده يغضب ويعير ويسب ويسخط وإذا وجدها غير راضية على أمر، عاكسها بما هو أشد مما تعانيه وكأنه يريد تربيتها على ما يحلو له من المزاج ناسيا أن المرأة في حالتها تلك إنما تحتاج إلى شيء من العطف وتنتظر ممن أهدت له عمرها كلمة طيبة واحدة تخفف عنها وطأة ما يكدر عليها عيشها فعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا غَيْرَهُ

أجل أيها الإخوة إن بِنية المرأة ليست كبنية الرجل لا فكريا ولا جسميا ولا نفسيا ولا جنسيا فربما ضمد جرحا عميقا لديها كلمةُ واحدة تأخذ بلبها فما يضيرك أيها الرجل أن تقولها؟ هل أصبحت بخيلا إلى هذا الحد؟ كن لطيفا معها ودع أنانيتك فذلك أدعى لأن يديم عليك نعمةَ حبها وإذا رأيت منها ما تكره فاذكر ما سرك قبلُ منها فليست هناك امرأة تخلو من خير ولا امرأة كلها شر، فالحق أن اللطف منها وإليها وعلى الرجل معرفة ذلك لها؛ قال بعض العلماء المعاشرة بالمعروف ليست أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها بل أن تتحمل الأذى منها! فاللهم ألهمنا مراشد أمورنا واجعلنا يا الله من خير عبادك لأزواجنا اللهم وفق ولي أمرنا سدد اللهم خطاه وثبت مسعاه واملأ قلبه بالإيمان ومنطقه باليقين واجعل فكره عامرا بذكرك اللهم وأقر عينه بصلاح ولي عهده وطاعة أسرته وكل شعبه آمين وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.