Comment mettre en oeuvre l’obéissance au Prophète?

كيفية طاعة الرسول ومعناها

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى إذ لا ينبغي الحمد إلا له ونشكره عز وجل إذ على الشكر هو كافل للزيادة ونشهد أنه الله جعل من اتباع حبيبه الأمين وطاعة خليله الكريم طريقا لحصول محبته وبلوغ رضاه فقال جل شأنه :

قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ


ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله وصفيه وخليله ومصطفاه من خلقه أوصانا بدوره بإتباع سنته والعمل على طاعة أوامره فقال صلى الله عليه وسلم:

كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟، قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:

مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ

وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:

إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا، فَقَالَ: يَا قَوْمِ، إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ، فَالنَّجَاءَ فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ

عباد الله لا زلنا نعيش في كنف الربيع النبوي ولعلي برواية هذه الأحاديث الثلاثة أردت التأكيد على ضرورة طاعة الرسول ولكن أيضا وخاصةً فائدتِها، إذ طاعة الرسول هي طاعة لله موجبة للدخول في رضاه مانعةٌ من حصول سخطه. ولكن يبقى هناك سؤال مطروح ما معنى طاعةِ الرسول وكيف لنا تنزيلها في الواقع وإخراجُها حيز التطبيق؟ والجواب عن سؤالنا هذا في كتاب الله حيث يقول تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ

وهذا يفيد رسوخَ العقيدة حيث لا ينبغي للمسلم أن يخامره شك في أن طاعة الرسول واجبة، فينطلق عند سماع أمر الحبيب وكأنه لم يسمعه، بل عليه، بله الإصغاءُ إليه، البحثُ عنه حتى يتأكد من موقفه صلى الله عليه وسلم في كل أمر يريد القيام به وذلك قبل تنفيذه. فيا عجبا لمن يدعي اتباع الرسول ومحبته ثم يسمع نهيه صلى الله عليه وسلم المطلق عن أمر ما فيأتيه بحجة أنه ليس سنة مؤكدة أو أنه فيه خلاف أو عذر غير ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه، أيها الإخوة البررة الكرام، هناك أمثلة حية لها علاقة وطيدة بموضوع طاعة الرسول أُحِبُّ طرحها على حضرتكم حتى نتحول من النظري إلى العملي فنفهم قطعيا معنى الطاعة التي
نصبو إليها. هناك أولا مسألة رد الأمر إليه صلى الله عليه وسلم الواردة في قوله تعالى

فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ

وهذا معناه أننا في حالة الخلاف بين المسؤول ومن هم دونه لا بد من الرجوع إلى القرآن ثم سنته عليه الصلاة والسلام. إلا أن هذا الرجوع لا يستطيعه بأمان إلا من له دراية عميقة بما قاله الله تعالى وما حكم به النبي في المسألة المختلف فيها، وهؤلاء هم العلماء، فالرجوع إليهم واجب في كل شاذة وفادة والعمل بفتاواهم عندئذ ملزم وذلك فحوى قوله سبحانه بعد الدعوة إلى رد الأمر إليه وإلى الرسول:

إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً

وهذا معناه وجوب احترام العلماء وليس كما أضحى عليه الأمر اليوم حيث عادوا عرضة للتشنيع حتى لا نقول للسب والاستهتار! ورحم الله سهل بن عبد الله حين قال:

لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا السُّلْطَانَ وَالعُلَمَاءَ

فنحن لم نعد نحترم لا سلطة ولا علم بحجة الحرية وحقوق الإنسان. المثال الحي الثاني الذي أود سوقه هو كوننا تجاوزنا ما هو مختلف فيه إلى ما هو قطعي في حرمته فانتهكناه وأخذنا نجادل في أصل حرمته كشرب الخمر والترويج للفاحشة والمعاملات بالربا والإشهار للقمار وغير ذلك مما أصبح اليوم متداولا بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ، حَتَّى تَشْرَبَ فِيهَا طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا

فنحن سمينا الخمر بغير اسمها والربا فائدة والزنى تحررا والميسر لعبا وهلم جرا فاستحللنا الكل من غير حرج فاللهم اكشف عنا السوء وأتم علينا هدايتك آمين اللهم اجعلنا من أوليائك وثبتنا على صراطك وافتح قلوبنا لأهل طاعتك اللهم أعذنا من أن نقول زورًا أو نغشى فجورًا اللهم انصر ولي أمرنا سدد خطاه وثبت مسعاه واملأ قلبه بالإيمان ومنطقه باليقين وفكره بذكرك والحمد لله.