Comment le Prophète a t-il appelé au progrès?

كيف أمر الحبيب بالسعي إلى التقدم؟

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى إذ لا ينبغي الحمد إلا له ونشكره جل وعلا إذ على الشكر هو كافل للزيادة ونشهد أنه الله أغدق علينا من نعمه ما لا يعد ولا يحصى وما لا يليق أن ينسى فقال سبحانه وتعالى وهو العلي الأعلى:

وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ

ولقد كان من عظيم رحمته سبحانه أن بعث فينا محمدا، معلما ومرشدا ومبينا للطريق الذي ينبغي أن يحتذى فقال جل جلاله في أعز ما يتلى:

وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ


ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله وصفيه وخليله ومصطفاه من خلقه أوصانا بإتباع سنته والعمل على إحيائها في جميع المجالات فقال:

قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ

عباد الله لقد ختمت الخطبة الماضية بقولي عن اليهود والنصارى لو اتبعنا ما يبدون عليه من صدق في الكلام وإخلاص في العمل وتشجيع للبحث العلمي وتفان في خدمة الوطن وتوفير للمنال الصحي ورعاية للتعليم الأولي وإعمال للتقدم الصناعي، لما كنا في الحقيقة متبعين لهم بل متبعين للحبيب وهذا كلام حق لا ينبغي أن يماري فيه أحد لأنه أوضح من وضوح الشمس في واضحة النهار. أما الصدق فلا نحتاج إلى دليل، فرسول الله عرف من الأول بالصادق الأمين وذلك ليس لشيء إلا لأنه لم يؤثر عنه كذب قط وكان يقول كما يروي ذلك أبو أمامة:

يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ

فلا أدري من أين تسربت إلينا هذه الآفة، وهل نحن فعلا واعون بخطورة ما نحن عليه من الشطط والزلل؟ ! أما الإخلاص في العمل فأين نحن من قول الحبيب المصطفى الذي يحفظه الخاص والعام إلا أننا ناذرا ما نطبقه:

لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ

نحن في هذا الزمان أصبح الذي لا يغش محسوبا على المغفلين، فيا حسرتاه! وأما تشجيع البحث العلمي فيكفيك للاقتناع، بأنه مطلب نبوي وأصل من أصول الدين المحمدي، قوله عليه الصلاة والسلام:

مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ فَأَدْرَكَهُ، كَانَ لَهُ كِفْلَانِ مِنْ الْأَجْرِ، فَإِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ، كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنْ الْأَجْرِ

جعل الله هذه النصوص نورا نهتدي بها إلى إتباع الحبيب والحمد لله.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه، هناك أيها الإخوة أربعُ صفات إضافية هي من صميم وصايا الحبيب المصطفى ولكن تَرَكَ العملَ بها المسلمون مأسوفا عليهم في وقت ربما يعمل بها غيرهم فحازوا على الأقل تقدما ورقيا ورخاء في هذه الدنيا. أما الصفة الأولى فهي التفاني في خدمة الوطن حيث نراهم في وظائفهم كلٌّ يعمل بإخلاص تام في حدود اختصاصاته فلا غش ولا نفاق ولا ملء للجيوب بالمال الحرام على حساب الجودة وحقوق الآخر بل البنية التحتية محكمة والإدارة في أبهى صورها والتجارة على أحسن وجه في حين أن الأصل كان في أن نكون نحن هكذا لأن الحبيب قال لنا:

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ

ويا ليتنا اقتدينا بهم في توفير المطلب الصحي عسى أن نكون بذلك أطعنا مرشدنا العظيم حين قال:

تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً

ثم حرص عليه الصلاة والسلام على ألا يكون هذا التداوي عشوائيا بل مبنيا على العلم وحسن التجربة فقال في ما رواه أبو داود وغيره :

مَنْ تَطَبَّبَ، وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ، فَهُوَ ضَامِنٌ

وبهذا وضع صلى الله عليه وسلم حدا لكل من تسول له نفسُه احتراف الخرافة والتدجيل وما إلى ذلك مما هو اليوم منتشر فينا ويا للأسف. أما رعاية التعليم الأولي فهو عليه الصلاة والسلام الذي رد حرية كل أسير يُعَلِّمُ طفلا من أطفال المسلمين الكتابة أو القراءة. وأخيرا ماذا يمكن قوله عن الإعمال للتقدم الصناعي؟ ألا يكفي في هذا المجال أنه صلى الله عليه وسلم شجع أصحابه على كل صنوف الإبداع ونهل الحكمة أنى وجدت وما حفره للخندق إلا مثال بسيط لذاك التشجيع. اللهم نوّر بصائرنا بما ترضى به عنا واجعلنا من أوليائك اللهم أرنا صراطك المستقيم وافتح قلوبنا لأهل طاعتك وأعذنا من الهوى والشيطان ومن أن نقول زورًا أو نغشى فجورًا أو نطعن في أحد من المؤمنين الصالحين يا كريم اللهم احفظ أمير المؤمنين سدد اللهم خطاه وثبت مسعاه واملأ قلبه بالإيمان ومنطقه باليقين وفكره بالذكر آمين والحمد لله رب العالمين.