Comment fêter la naissance du Prophète?

إطلالة الربيع النبوي

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى إذ لا ينبغي الحمد إلا له ونشكره جل وعلا إذ على الشكر هو كافل للزيادة ونشهد أنه الله أغدق علينا من نعمه ما لا يعد ولا يحصى وما لا يليق أن ينسى، كان من بينها أجملَها على الإطلاق إهداء محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية، بكل ما اتصف به من صفات اللطف والحلم فقال جل وجلاله:

لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ


ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله وصفيه وخليله ومصطفاه من خلقه روى عنه أبو أمامة صديُّ بنُ عجلان الباهلي أنه سئل ذات يوم يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ بَدْءُ أَمْرِكَ فقَالَ:

دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبُشْرَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ

وعند الدارمي في سننه والحاكم في مستدركه عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ

أما بعد فمع إطلالة الربيع النبوي يليق بنا أن نوجه كلامنا إلى الحديث عن خير البرية محمد، وذلك من أجل ذكر شمائله والاستنارة بأخلاقه والاتعاظ بمواعظه وحكمه علنا نصبح في يوم الأيام حقا من أتباعه، أليس الله تعالى هو القائل في حقه صلى الله عليه وسلم:

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً

إننا عباد الله ونحن نستقبل شهر ربيع الأول يحق لنا أن نفرح بذكرى مولد هذا النبي الكريم فنحييَ مقدمه بمزيد من الحرص على اتباع سنته والتخلق بخلقه والنهل من توجيهاته وتعليماته والسير الحثيث خلف أثره خصوصا وأن الله تبارك وتعالى يقول:

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللهَ كَثِيراً

فإذا كنت تحب إرضاء الله وكسب محبته فما عليك إلا أن تجعل من محمد صلى الله عليه وسلم قدوتَك في صبره وفي صدقه وفي تواضعه وفي حلمه وفي شجاعته وفي إحسانه وإتقانه وفي رأفته وفي رحمته وفي تيسيره وليونته وكذا جميع خلقه الذي دعاه إليه القرآن فكان خير من أخذ به، حتى أن الله زكاه في بصره وفي عقله وفي قلبه وفي صدره وفي ذكره وفي طهره وفي كل جوانبه فقال وإنك لعلى خلق عظيم، فاللهم صل وسلم عليه والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه، إذا كنت يا مسلمٌ تتمنى حقا كسب محبة الله تعالى لك والفوز بمغفرته فما بوسعك إلا أن تتبع محمدا وكيف لا وأنت تقرأ في سورة آل عمران من كتاب ربك العظيم:

قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ

وعند أحمد عن جابر بن عبد الله رضي اللع عنه:

لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ ضَلُّوا، فَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ، أَوْ تُكَذِّبُوا بِحَقٍّ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، مَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي

وفي رواية عنه أيضا أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ عَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَغَضِبَ عليه الصلاة والسلام وَقَالَ:

أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي

فيا عجبا لمن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم لا يستحيي من طلب الهدى في غير ما جاء به رسول الله فتراه يشرب مشرب النصارى ويأكل مأكل اليهود ويلبس ملبسهم ويحتفي بعيدهم ويتصف برعونتهم ناسيا قول الحبيب الذي حذر فيه من اتباعهم:

لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ فَمَنْ؟

يا ليتنا اتبعنا ما يبدو من صدقهم في الكلام وإخلاصهم في العمل وتفانيهم في خدمة الوطن وتشجيعهم للبحث العلمي وتوفيرهم للمطلب الصحي وإعمالهم للتقدم الصناعي ورعايتهم للتعليم الأولي لأننا لو فعلنا ذلك لما كنا متبعين لهم بل كنا متبعين للحبيب صلى الله عليه وسلم وسنعمل على تبيين ذلك نقطةً نقطة في الخطبة المقبلة بإذن الله والسلام على رسول الله اللهم نوّر بصائرنا بما ترضى به عنا واجعلنا من أوليائك يا الله اللهم أرنا صراطك المستقيم اللهم افتح قلوبنا لأهل طاعتك وأعذنا من الهوى والشيطان ومن أن نقول زورًا أو نغشى فجورًا أو نطعن في أحد من المؤمنين الصالحين يا كريم اللهم احفظ ولي أمرنا، سدد اللهم خطاه وثبت مسعاه واملأ قلبه بالإيمان ومنطقه باليقين وفكره بذكرك آمين والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد.