Mise en garde contre la falsification des enseignements divins

خطر نقض عرى الإسلام

الحمد لله نحمده تعالى حمدا يوافي نعمه ونشكره شكرا يكافئ مزيده ونشهد أنه الله، دلنا على خطر عدم تطبيق أحكامه والإعراض عنها فقال عز وجل:

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ


ونشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبدُه ورسوله تنبأ بما هو واقع اليوم من نقض صريح لأحكام الله ومحاولات حثيثة لتعطيل شرعه فقال كما روى ذلك الإمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي:

لتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ، عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ، تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنّ نَقْضًا الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ

أما بعد فإن هذا الحديث الذي رواه أيضا ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه لمن دلائل النبوة العظمى إذ أضحينا نراه يتحقق في زماننا هذا بأم أعيننا. فقديما بُعَيْدَ وفاة الحبيب المصطفى أريد للزكاة أن تعطل فقيض الله لها أبا بكر فحفظ الله به الدين من الانهيار ثم توالت المحاولات لتقويض ما أحبه الله من خير للبشرية فتصدى لها عباد له أخيار ظلوا على العهد الذي أخذه عليهم سيد الأبرار حتى إلى زمننا هذا فظهر فيه من يطالب بمراجعة كتاب الله وإركاعه لمبادئ الحرية المزيفة التي لا تعرف لاحترام المعتقدات سبيلا ولا تعير لمبتغيات الأغلبية اهتماما. كل ما في الأمر هو طاعة إبليس بتعطيل حكم الله الذي اختاره وارتضاه لعباده من فوق سبع سماوات حيث قال سبحانه:

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا

إن أمثال هؤلاء نقول لهم نناشدكم الله أن تتقوه أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ تَبْغُونَ؟ إن الله تعالى هو الذي يتولى الإجابة:

وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ

إنني لأعجب كل العجب ممن يقرأ مثل كلام ربه هذا ثم لا يفيق من غفوته فلا يسارع إلى السجود له  خاضعا لقوة نفاذه ودقة إصابته ولكن ماذا عسانا نقول سوى:

وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ

نسأل الله تعالى الهداية والرشد لكل أبناء أمتنا واجمعنا اللهم على محبتك ومحبة نبيك والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه، عباد الله إن الذي دفعني للكلام في هذا الموضوع بالذات هو الغيرة على الإسلام الذي أصبح مستهدَفا من كل حدب وصوب لكن دعوني أقول لكم إنه لا ينبغي لنا أن نخاف على ديننا أكثر من اللازم لأنه بكل بساطة منصور وقبل ذلك تكفل الله بحفظه والذود عنه فهو القائل:

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

وقال سبحانه وعز في هذا الصدد:

إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ

وعن تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ

فخزننا إذن ليس على المستهدَف بل على المستهدِف إذ يُضيع على نفسه شرف المشاركة في نصرة دينه بطاعة عدوه خصوصا وأن الله تعالى يقول:

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمُهْلَكِهِم مَّوْعِدًا

فهلا اتعظنا بقول ربنا فعدنا بموجبه إلى رشدنا؟ إننا نناشد أحباءنا ممن أغوتهم أنفسهم فانحازوا إلى محاربة شرع الله أن يرجعوا عن غيهم وأن لا يضعوا أنفسهم في مغبة قوله تعالى:

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

بل إننا نتمنى أن يكونوا من قبيل:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً

فاللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه آمين اللهم نوّر بصائرنا حتى نعرف أعداءك فنعاديهم وأوليائك فنواليهم اللهم أرنا صراطك المستقيم وافتح قلوبنا لأهل طاعتك وأعذنا برحمتك من الهوى والشيطان ومن أن نقول زورًا أو نغشى فجورًا أو نطعن في أحد من المؤمنين يا كريم. احفظ اللهم أمير المؤمنين سدد اللهم خطاه وثبت مسعاه واملأ قلبه بالإيمان ومنطقه باليقين وفكره بذكرك آمين والحمد لله رب العالمين.