Bases de l’éducation (Quatrième partie)

أسس التربية

الحمد لله رب العالمين لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى نحمدك اللهم على كل حال ونعوذ بك اللهم من حال أهل الضلال ونشهد أنك الله لا إله إلا أنت ما تركت أمرا نافعا إلا وذكرته لنا في كتابك أو على لسان نبيك لعلنا نأخذ به فنسعد في الدنيا ثم نفوز في الآخرة فقلت وقولك دائما حقٌّ وصدق ولا خيرَ في من لا يصدقه ولا يعمل به:

إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا


ونشهد أن محمدا عبدُك ورسولك ما أفضله من قدوة تحتذى وما أحسنه من أسوة جديرة بالإتباع، كان سيد المربين وإمام الناس في تعليمهم الخُلُقَ العظيم الذي يسوقهم إلى الفوز المبين حيث قال عليه الصلاة والسلام:

عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَسَتَرْجِعُونَ إِلَى قَوْمٍ يُحِبُّونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ حَفِظَ عَنِّي شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْهُ

أما بعد فنحمد الله أن ردنا إلى بلدنا سالمين بعد رحلة الحج وها نحن قد عدنا بفضله وعونه لدراسة ما تبقى لنا مما لم نذكره من المنظومة التربوية المضمنة في سورة لقمان وكنا في الخطبة السابقة وقفنا عند البند المسمى بالتربية على المواطنة حيث يقول على لسان لقمان الحكيم الذي كان يتكلم مع ابنه:

يَا بُنَيِّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ

وإنما أسميناه تربيةً على المواطنة لأنه يربي الإنسان على مراقبة الله في كل صغيرة وكبيرة حتى يصبحُ لا يقوم بأمر إلا إذا تأكد أنه لا يخل بالنظام العام فلا يرمي فضلاته في الشارع إلا إذا تأكد من إحكام إغلاق القمامة وأن هناك من سيأتي لأخذها قصد إتلافها بطريقة لا تضر بالمحافظة على البيئة، فأول من دعانا لهذه المحافظة هو الله تبارك وتعالى حيث يقول:

وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ

كيف يعقل فعلا أن تسمح لك نفسك برمي كيس بلاستيكي في الطبيعة مع العلم أن اندثاره الكامل لا يتم إلا بعد أربع مائة سنة ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله والله أكبر.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه، إن المراقبة التي تربيك عليها وصية لقمان تجعلك لا تحرق الضوء الأحمر أبدا لأنك تعلم أن الله يشاهدك وسيحاسبك على كل خطيئة تقترفها، ألم تسمع إلى قوله وهو معكم أين ما كنتم وقوله :

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

فكيف تسول لك نفسك خرق قانونِ السير وتعريضَ حياتك وحياة غيرك للخطر مع أن ذلك من أكبر المحظورات في دين الله! ألم تسمع إلى قوله تعالى:

وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا

هناك من سيقول قانونُ السير وضعيٌ فلماذا حشر الدين فيه؟ ألا إن من يقول هذا لا يعدو إلا أن يكون جاهلا بدينه لأن كل ما يتعارف عليه الناس بأن فيه نفعا لهم وليس من المحرمات الظاهرة فهو محض الدين، فهل هناك من ينفي عن قانون السير النفع المبين للسائقين كما للراجلين؟ إن المراقبة التي تربيك وصيةُ لقمانَ عليها تجعلك إذا كنت تاجرا لا تغش في سلعتك وإذا كنت موظفا لا تقبض رشوة ولا تسخر سيارة العمل لقضاء مآربك ولا وَلا ولا من الشطحات التي تواطأ عليها الجميع حتى أصبح من لا يأتيها محسوبا من الغافلين وهو في الحقيقة من الثابتين ففاعل هذه الأمور يوشك أن يخرج من الملة، فقد تبث أَنّ رَسُولَ اللَّهِ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَ:

مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ، فَلَيْسَ مِنِّي

فاللهَ اللهَ عبادَ الله في دينكم، أنقذوا أنفسكم قبل فوات الأوان. نسأل الله أن يوفقنا لإتمام هذه المنظومة لا حقا اللهم اكتب لنا ما ترضى به عنا وكن لنا حيث ما كنا اللهم مُنّ علينا بأمن البلاد وصلاح الأولاد وفوزٍ مبين يومَ المعاد اللهم احفظ أمير المؤمنين سدد اللهم خطاه وثبت مسعاه واملأ قلبه بالإيمان ومنطقه باليقين وكلَّه بذكرك واجعلنا وإياه من الراشدين آمينَ آمين والحمد لله رب العالمين