La pudeur: valeur phare de l’Islam

ستر العورة من الحياء والحياء من الإيمان

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ونشكره ونشهد ألا إله غيره، أثنى على الصالحات من نساء المؤمنين فقال وهو أصدق القائلين:

فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ


ونشهد أن سيدنا محمدا رسولُ الله بيَّن همة المرأة الصالحة فقال لعمر:

أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ.. إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ

وفي رواية لابن ماجة أنه صلى الله عليه وسلم قال:

مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ

أما بعد فيا أيها الأحبة الأبرار إننا على موعد مع المرأة التي وقفنا ولا زلنا واقفين بجنبها لمحاربة العنف ضدها. فكما سبق وأن قلنا إن المرأة نصف المجتمع الأول فهي للرجل أم وأخت وبنت ولولا هي لما كان وإن حسن معاشرتها مطلبٌ شرعي لا بد أن نرعاه بعدم الاعتداء على حقوقها. إلا أنه كما أن لها حقوقا فإن عليها كذلك من الواجبات ما يخول لها إذا رعتها أن تكون من الصالحات. وليس الغرض هنا أن نتطرق لكل هذه الواجبات فهي مبسوطة في المصنفات وإنما الغرض أن نقف عند واحد منها لا يتعلق بها فحسب وإنما يطالب به الرجل أيضا. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ:

الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ

وخُلُقُ الحياء عباد الله هو الذي أود أن أطالب به نفسي وإخوتي وأخواتي لا لأننا افتقدناه في أنفسنا فالظاهر أنه لا زالت فينا بقية خير ولكن لأننا نخشى أن نأتي أمورا يمنع منها الحياء أصلا إلا أنها لكثرة انتشارها أصبح لا يستحيي منها الناس. ومن بين هذه الأمور التي انتشرت كشف العورات وعدم اكتراث الناس به مع أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول في ما يرويه الإمام مسلم:

لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ

فما بال المرأة اليوم مكنت الرجل من غير المحرم من عورتها والرجل مَكَّن المرأة الغريبة عنه من عورته حتى أصبح الأمر عاديا لا يُلتفت إليه مع أن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم في حديث بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ قَالَ:

احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ قَالَ إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَيَنَّهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَيَنَّهَا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا قَالَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنْ النَّاسِ

وهذا من أعلى مراتب الحياء والورع نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبحديث النبي الأمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أيها الأحباب، ليس الهدف كما قلت من هذه الخطبة الدخولَ في تفاصيل موضوع العورة والكلامَ عن الحياء الذي ينبغي أن ينبعث عن كشفها وما يتعلق بذلك إنما الغرض في قوله تعالى:

يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ

وقوله عز من قائل قبل ذلك بقليل:

يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسَ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ

وذلك لنقول إذا كانت النساء قد ألفن وأصبح طبيعيا عند بعضهن أن ينزعن اللباس الشرعي المأمورَ به في كتاب الله فعلى الأقل، والكلام موجه كذلك إلى الرجل في حدود عورته، أن يحرصا معا على احترام ذلك في بيوت الله أثناء حضور الصلوات والجمع وأن لا يكون اللباس شفافا ولا واصفا ولنلتزم جميعا على وجه الخصوص في هذه المواطن بأمر الله تعالى عسى أن يعفو علينا ويفتح لنا أبواب توبته ورحمته. فقد جاء في حديث أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصديق أنها قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

مَنْ كَانَ مِنْكُنَّ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا تَرْفَعْ رَأْسَهَا حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجَالُ رُءُوسَهُمْ كَرَاهَةَ أَنْ يَرَيْنَ مِنْ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ

وهذه قمة أخرى في الحياء والورع فأين نحن من ذلك يا ترى؟
اللهم إنا نسألك أن تجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.. اللهم اغفر لنا ذنوبنا وزين بحبك أخلاقنا وطيّب كسبنا وقنِّعنا بما رزقتنا ولا تذهِب قلوبَنا إلى ما صرفتَه عنَّا. اللهُم إٍنا نعوذ بك أن نَضِل أو نـُضَل أو نَزِل أو نُزَل أو نظلِم أو نُظلم أو نَجهل أو يُجهَل علينا. اللهُم إنا نسألك عيشةً نقيةً وميتةً سويةً ومَرَدّاً غير مخزٍ ولا فاضِح. اللهم رضِّنا بما قضيت وعافنا فيما أبقيت حتى لا نُحِب تعجيلَ ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت. اللهُم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك وتحوّل عافيتِك وفُجَاءَةِ نِقمتِك وجميعِ سَخطِك. اللهم إنا نسألك لولي أمرنا العافية والرضا والتوفيق والسداد والنجاح والرشاد في كل عمل يقدمه لهذه البلاد. اللهم كن له الولي والنصير والمعين والظهير يا سميع يا بصير. ربنا إياك سألنا ولإحسانك تعرضنا فأقبل اللهم بوجهك الكريم علينا.. فلا إله لنا سواك ولا رب لنا غيرَك.. جئناك تائبين وأتيناك مستغفرين فاغفر لنا وارحمنا إنك أنت التواب الرحيم.. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.