Journée mondiale de lutte contre le SIDA

اليوم العالمي لمحاربة داء فقدان المناعة

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى أن أحل لنا الطيبات وحرم علينا ما يحمل إلينا المضرات ونشهد ألا إله إلا هو، توعَّد الذين ينشرون الفاحشة في المجتمعات فقال:

إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ


ونشهد أن محمَّدا رسولُ الله نَبَّه إلى عاقبة انتشار الفاحشة فقال:

لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا

عباد الله اتقوا ربكم في السر والعلن إذِ اقترافُ المعاصي سببٌ للعقوبات والمحن وطريقٌ للنقم والندم..

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

ولقد أحيا العالم أمس اليومَ العالميَ لمحاربة مرض فقدان المناعة الذي حصد في غضون عشرين سنة بعد ظهوره ملايينَ الأرواح وما يزال.. ولئن كانت المنظمة العالمية للصحة قد أحدثت هذا الإحياء فللتنبيه إلى خطورة الداء وأهمية الوقاية منه إذ ما فتئ يوقع في شباكه الضحايا لا في صفوف المذنبين فحسب بل وفي صفوف الأبرياء من الأطفال والنساء العفيفات والمرضى المحتاجين لدم غيرهم للبقاء على قيض الحياة.
إيه أيها الإخوة ما ذنبُ المرأة التي تقعُدُ في بيتها حافظةً زوجَها بينما هو يصولُ ويجول ثم يأتيها فينقل إليها ما أتى به من الحرام!! إنها الخيانة.. وما أدراك ما الخيانة..

اللَّهُمَّ إِنا نَعُوذُ بِكَ مِنْ الخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ البِطَانَةُ

إننا أمام داء ينتشر في المجتمعات التي تُحِل إتيان المحرمات..

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا

ألا ترون أيها الأحبة إلى هذا العدوِّ الصغيرِ في حجمه كيف ينغص على الخائنين حياتهم؟ إنه طاعون عصرِ الانحلال فهلا قمنا مجتمعين وبقوة لتحصين أنفسنا عبر التربية الدينية وتشجيع منافذ العفة ونبذ السياحة الجنسية وترك الدفاع عن الشذوذ والتصرفات الحيوانية؟!
إن العالم يقوم بحملات إعلامية جدِّ مكلفة للتحذير والوقاية من هذا الداء الفتاك وهذا في حد ذاته أمر مطلوب بل واجب إذ من حق كل إنسان أن يعلم حقيقته ويعرف مسبِّباتِه عسى أن يكفي نفسه شر عواقبه.. إلا أنه بالموازاة مع ذلك وخصوصا في مجتمعنا المغربي المسلم المحصَّنِ سلفا بخلق الحياء والعفة ينبغي إعادة النظر في طرق التربية المعتمدة وكيفية ربط الناس بربهم الرقيبِ الحسيب عسى أن نجنب أنفسنا العذاب الذي حدثنا عنه نبينا الصادق الأمين حين قال:

إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا في قَرْيَةٍ فَقَدْ أَحَلُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ اللهِ

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبحديث النبي الأمين ويرحم الله عبدا قال آمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. كيف يعقل أيها الأحبة أن ندعي محاربة داء السيدا وكل ما حولنا يدعو إلى التفسخ ويشجع على الفحش؟ أَمِنَ المنطق السليم أن نطالب الناس بالعفة والطهر ونحن نواصل إغراءهم ونهيئ لهم الوسائل التي تثير غرائزهم؟ إن بقاء الشباب دون عمل أو المغالاة معه في المهر والتضييق عليه في الوصول إلى الزواج كل ذلك ربما أسهم في دفع السفهاء إلى اقتراف الحرام والوقوع في حمئة هذا الداء! أليس هذا هو التناقض بعينه وقد علمنا أن الداء الفتاك ينتشر بخاصة وبكثرة في أوساط الزناة والشواذ والمدمنين. إن رسول الله  يقول:

مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ

فأين نحن من هذا التوجيه ونحن نعلم أن هناك من يخطط لتأسيس جمعيات تدافع عن حقوق الشواذ والشاذات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ

فيا عباد الله انظروا واعتبروا فإن سِلم كل مجتمعٍ مرهونٌ بالتحفظ السائد فيه فاحفظ الله يحفظك.. ومن هذا المنطلق فنحن ندعو إلى محاربة الداء بكل الوسائل المتاحة لينقطع زحفُه وينحصر انتشارُه مع التركيز على التربية الدينية وقطع الطريق على فشو الفاحشة لأن مسلما يتقي ربه ويعرف ما بينه وبينه لا يلج بابها أبدا ولو سيق إليه عنوة أو دعي إليه بعنف..

قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ

أما الذي سبق وأن وقع في الفاحشة فأصابته المصيبة فلا ننبذه البتة ولا نتركه لشأنه فنعين عليه الشيطان بل نقول له إنك عبد لرب غفور وسيد رحيم فارجِع إليه واعتبر ونَمُدُّ له يد العون ونقدم له كل ما يجب ليعالج نفسه ويستعيد عافيته عسى أن يكون من المؤمنين الفائزين الفرحين بتوبتهم حيث قال صلى الله عليه وسلم:

التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ

فاللهم استرنا بسترك واعف عنا بعفوك واهدنا بهدايتك وتب علينا بتوبتك وارحمنا برحمتك الواسعة يا أكرم مسؤول ويا خير مأمول.
اللهم استرنا فوق الأرض واسترنا تحت الأرض واسترنا يوم العرض ولا تفضحنا على رؤوس الأشهاد.
اللهم كما سترتنا في الدنيا استرنا يوم القيامة واستر عيوبنا واغفر ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتجاوز لنا عن زلاتنا يا أرحم الراحمين يا رب العالمين. اللهم أيد ولي أمرنا بما حفظت به الذكر الحكيم واجعله يا رب من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون آمين والحمد لله رب العالمين.