Le voyage nocturne et l’ascension

الإسراء والمعراج

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى حمد المعترف بالنعمة ونشكره جل وعلا شكر المقر بالفضل ونشهد أنه الله، ذكَّر بمعجزة الإسراء فقال:

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ


ونشهد أن سيدنا محمدا رسولُ الله حكا يوما عن هذه المعجزةِ فقال:

بينا أنا نائم في الحجر إذ جاءني جبريل فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا فعدت إلى مضجعي فجاءني الثانية فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا فعدت إلى مضجعي فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه فجلست فأخذ بعضدي فقمت معه فخرج بي إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض بين البغل والحمار في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته

عباد الله، إن آية الإسراء لهي من أعظم الآيات التي أيَّد الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم. ولقد أسري به صلى الله عليه وسلم ثم عرج إلى السماوات العلى على متن دابة هي البراق، اشتُق اسمها من البرق في إشارة واضحة إلى تسخير قوة الكهرباء في هذه الرحلة المباركة وذلك قبل اكتشافها من قِبَلِ البشر بقرون. وإذا سأل أحد عن كيف استطاع محمد صلى الله عليه وسلم أن يتحمل عبء هذا السفر في الأجواء العليا مع أن الجسم في حالته المعتادة لا يتحمل الانتقال في الآفاق بهذه السرعة إلا إذا أعد لذلك إعدادا خاصا قلنا إنه قد وقع فعلا. فقد روى ابن إسحاق أن نفرا من أصحابه صلى الله عليه وسلم قالوا له:

يا رسول الله أخبرنا عن نفسك. قال نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام واستُرضعت في بني سعد بن بكر، فبينما أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى غنما لنا إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطُست من ذهب مملوءةً ثلجا ثم أخذاني فشقا بطني واستخرجا قلبي فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه ثم قال أحدهما لصاحبه زنه بعشرة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال زنه بمائة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال زنه بألف من أمته فوزنني بهم فوزنتهم فقال: دعه فلو وزنته بأمته لوزنها

هذه أيها الأحبة إحدى الإعدادات التي تلقاها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليتمكن من حمل الأعباء الهائلة التي ألقيت على عاتقه ومن بينها تلك الرحلة العظيمة إلى سدرة المنتهى وإلا، فثمة إعدادات أخرى لا تحصى.. فقد قال تعالى:

يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ .. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا .. نِصْفَهُ أَوُ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبحديث سيد الأولين والآخرين وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين ويرحم الله عبدا قال آمين.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. ولقد أيد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بهذه المعجزةِ عسى أن يؤمن به الناس الذين حضروا الموقف فيتبعوه خير إتباع..

مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى .. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى .. عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى .. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى .. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى

وإن من الأمور التي ميزت هذه الرحلة أنْ أكرم الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم وأتم نعمته عليه بأن فرض الصلوات الخمسَ فيها، مباشرة ومن غير واسطة، تبيانا لعظمتها وإظهارا لمكانتها في دينه سبحانه. ونحن عباد الله، من أعلى هذا المِنبر نتساءل عن كون هذا الركن الركين من أركان الإسلام الذي لا يكون الرجل مسلما إلا به كيف أنه أخذ يتلاشى فأصبح مضيَّعا متروكا لا أحد يُنكر على تاركه ولا على المتهاون به بينما الله تعالى يقول:

فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ .. الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ

روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَة فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ

أتُرانا عباد الله نكون قد وصلنا إلى هذا الوضع. اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن تبرأنا إليك فخذ بيدنا واكفنا شر المحن.
فيا ليتنا استشعرنا مسؤوليتنا نحو هذا الفرض فقام كل واحد منا بتبليغ المتهاونين به وتذكيرهم بأن الصلاة تمثل تأشيرة الدخول في رضوان الله. قال صلى الله عليه وسلم:

إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ بِصَلَاتِهِ فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ

ألا فصلوا وسلموا على هذا النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم إنا نسألك الرشاد والتقى والفوز بالجنة. اللهم اهدنا واهد بنا واهد أزواجنا وذريتنا وكل أقربائنا إلى ما فيه رشدُنا والقربُ منك يا ربنا. اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم أيد ولي أمرنا بالسبع المثاني وأعنه يا رب على إعلاء كلمتك ونصرة دينك والسير ببلادك نحو تطبيق شريعتك ورفع رايتك والذود عن سنة نبيك. اللهم انصر المجاهدين وارفع الضيق عن البائسين المعوزين وفرج اللهم كربة المكروبين. ربنا إياك سألنا ولإحسانك تعرضنا فأقبل اللهم علينا واجعلنا يا ربنا بمحض فضلك وجودك وكرمك من عبادك الصالحين آمين وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد الصادق الأمين ويرحم الله عبدا قال آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.