Attention à la promiscuité hommes/femmes

التحذير من الاختلاط

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى حمد من يعترف له بالنعمة ونشكره جل وعلا شكر من يُقر له بالفضل ونشهد أنه الله قال في معرض ذكر قصة سيدنا يوسف عليه السلام:

وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هِيتَ لَكَ، قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ


ونشهد أنّ سيدنا محمداً رسولُ الله لم يترك شيئاً مما أمره به ربُّه إلا وبلّغه وأدَّى أمانته فقال فيما قال:

إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ! فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: الْحَمْوُ الْمَوْتُ

أما بعد فإنّ شريعة الإسلام جاءت بتقرير الأحكام وتعيين الحدود في علاقة الرجل بالمرأة لينشأ المجتمع المسلمُ طاهراً نظيفاً عفيفاً لا أثر فيه لفاحشة ولا دعوة فيه لخيانة ولا أمرَ فيه بمنكر. وهكذا جاء الإسلام ليقرر أن الحياء مطلوب من الرجل والمرأة على حد سواء فقال تعالى:

قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ .. وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا

ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحياءَ جزءٌ لا يتجزأ من إيمان المرء فقال:

الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ

وإن من الحياء ألاّ تخضع النساء بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وألا يتبرجنَ تبرج الجاهلية الأولى وألا يسعين إلى مزاحمة الرجال حتى لا يقعن في المحظور تماما كما قال ربنا مثنيا على بنتيْ الرجل الصالح المذكور في سورة القصص:

وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ. قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ

فَعَمَلُ المرأة وخروجُها من بيتها وكَلامُها مع الرجل ليس منبوذا في حد ذاته ولا مردودا في دين الإسلام وإنما إذا ما وقع فينبغي أن يكون بالأدب المطلوب والحياء اللائق وهو ما تؤكده بقية قصة نبي الله موسى مع هاتين البنتين الكريمتين:

فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ

سقى ثم تولى لئلا يترك للشيطان مجالا يدخل من خلاله إليه وكذلك ينبغي للمؤمنين أن يتصرفوا..

فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء

أي تمشي مشية فيها حياءٌ لا تبذُّل فيها ولا تبرُّج ولا إغواء..

قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا

ما قالت له هيا بنا إلى الفندق ولا ركبت معه في السيارة ولا ابتسمت له ابتسامة مريبة ولا قالت له تعال أو أدعوك إلى بيتي وإنما أسندتْ الدعوةَ إلى أبيها حتى لا يرتاب من فعلها ثم مشت أمامه تدله على البيت حتى لا يفتتن، فاللهم صل على نبينا محمد وعلى هذا النبي الكريم والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. هكذا عبادَ الله شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، تسدُّ كلَّ ذريعةٍ مفضيةٍ إلى الاختلاط المشبوه. ففي المسجد مثلا يجعلُ رسولُ صلى الله عليه وسلم للرجال باباً وللنساء باباً آخر ويقول:

لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ

وكذلك في الصلاة.. للرجال صفوف وللنساء صفوف.. يقول صلى الله عليه وسلم:

خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا

هذا أيها الناس في مكان يُفترض ألا تشيع منه الفاحشة.. فما بالُ هذا الاختلاط في المدارس والنوادي وفي المدن والبوادي وما يلي ذلك من قلةِ الحياء وهتكِ العرض وشيوعِ المنكر.

يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ .. وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

في الغرب الآن، جلُّ علماء الأخلاق والتربية وعمومُ المصلحين بدءوا في مُراجعة موقفهم من هذا الاختلاط لما يترتب عنه من شر وتجاوزات.
أما نحن، فلا استفدنا من تجربة غيرنا ولا تمثلنا تعاليمَ ديننا؟ ألسنا واعين بكثرةِ اللقطاء وفشوِّ حوادث الاغتصاب وانتشارِ فتَّاك الأمراض؟ فأين نحن يا ترى من قوله صلى الله عليه وسلم:

لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا

إنا لله وإنا إليه راجعون!
نسأل الله عزّ وجلّ أن يصرف عنا شر الأشرار وكيد الفجار وشر ما يأتي به الليل والنهار. اللهم إنا نسألك أمناً وعافية وصحة وسلامة وسعة رزقٍ وكرامة. اللهم ارزقنا الاستقامة في سائر الأقوال والأعمال واجعل لنا من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً ومن كل بلاءٍ عافية. اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أيد ولي أمرنا بالسبع المثاني والقرآن العظيم. اللهم اجعل قرة عينه في الصلاة واطمئنان قلبه في ذكرك ونور بصره في إتباع نبيك ومنتهى حكمه في تطبيق شريعتك.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان. اللهم ثبت أقدامهم وقوِّ شوكتهم ووحِّد رأيهم وسدد رميهم وانصرهم على من عاداك وعاداهم.
اللهم فُكَّ أسرهم وفرِّج همومهم وثبت قلوبهم وآمن روعتهم وآنس غربتهم ولا تجعل للكفار عليهم من سبيل. اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ولمشايخنا ولكل من له الحق علينا آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.