La morale devant accompagner la Zakat

آداب الزكاة

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى على كثير نعمه ونشكره جل وعلا على عظيم آلائه ونشهد أنه الله الواحد في ملكه، المتفرد في جلاله فرض الزكاة على المؤمنين من عباده فقال عز وجل في محكم كتابه:

آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ


ونشهد أن سيدنا محمدا رسول الله، بيَّن أن الزكاة لا تنال من مال صاحبه فَقَالَ عليه الصلاو والسلام السلام من ربه:

مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلَّا عِزّاً وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ

أما بعد فلا زلنا عباد الله نعيش في كنف هذا الركن الركين من أركان ديننا الحنيف. رأينا في ما سلف أن الزكاة فريضة على كل مسلم ثم تدارسنا في ما بيننا وجوه صرفها الثمانية وها نحن اليوم نعاود الكرة بعرض أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة. ولن نتطرق طبعا لكل الأنواع بقدر ما سنركز على الأموال التي تعنينا نحن أهل الحواضر والمدن. هناك أيها الأحبة الكرام زكـاة الذهب والفضة وتشمل النقود والحلي والأواني النفيسة والتحف الكريمة. أما الأموال الورقية والنقود فتزكى إذا بلغت نصابَها ومعدله بالدرهم المغربي 8500 درهم.
وأما الحلي فلا زكاة فيه إذا كان معَدّاً للمرأة تتزين به لزوجها وما دام ليس فيه إسراف. أما إذا كان للرجل يتزين به وهو محرم عليه أو يكنزه فزكاته واجبة عليه بإجماع المسلمين. كما أن الزكاة عباد الله واجبة على التجار في السلع التي يُعِدُّونَهَا للبيع حيث يُقَوِّم التاجر مجموع ما يتجر فيه ثم يُخرج عنه ربع العشر بعد إسقاط ما عليه من ديون ومصاريف ولا اعتبار هنا لحولان الحول بل يزكي ما عنده إذا بلغ النصاب في كل سنة مرة.
ثم هناك زكاة العمارات والمصانع ونحوها من الممتلكات وكذلك زكاة الموظفين وأصحاب المهن الحرة من غير التجار كالأطباء والمحامين والمهندسين وأمثالهم، وأخيرا هناك زكاة الأسهم والسندات ولا يتسع المقام للتفصيل في كل هذه الأنواع وإنما قصدنا التنبيهَ إليها ليسأل عنها من يهمه الأمر إذا كان ممن يريد إبراء ذمته، والله ولي التوفيق وهو يهدي السبيل.. ثم إن إخراج الزكاة أيها الناس لا بد من أن يشتمل على آداب نص عليها القرآن وبينها حبيب الرحمن سيدُنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام فقد قال عز من قائل:

الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

نفعني الله وإياكم بكتابه المبين وبحديث نبيه الكريم وجعلني وإياكم من عباده المخلصين ورحم الله هبدا قال آمين.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين أما بعد، فقد قلنا إن هناك أخلاقا ملازمة لإخراج الزكاة.
أما الخلق الأول المعتبر في هذا المضمار فهو الإيمان بالله وإخلاصُ النية له وابتغاءُ وجهه الكريم طلبا للفضل ورجاء للقبول وذلك لتعليقه تعالى الأجر على الإيمان والإنفاق في آن واحد في الآية التي صدرنا بها الخطبة الأولى حين قال تعالى:

فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ

أما الخلق الثاني فهو ترك التكبر على المتصدَّق عليه وانتظارِ الشكر منه إذ أن ذلك من مبطلات الزكاة ويتجلى ذلك في قوله تعالى:

قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ

إن من طبيعة الإنسان أيها الناس حين يخرج مالا من جيبه فيعطيه لمحتاج يسأله أو يقدم خدمة أو يفرج عن مكروب كربته أن يتأرجح بين شعورين مختلفين يؤدي كل منهما إلى تصرف خاص به..
أما الشعور الأول فيؤدي إلى الترفع والإحساس بالعلو مما يبطل العمل:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

أما الشعور الثاني فهو المطلوب في المؤمن الذي يحب الله ويبتغي رضاه. قال تعالى:

وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرُبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

وعلى هذا يتبين أن إعطاء الزكاة وإخراج الصدقة والقيام بالمعروف تجاه الآخرين هو من قبيل إرضاء الله ولا دخل فيه للمغنم الدنيوي وكسب إطراء الناس ودوام شكرهم.

وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ

اللهم بصرنا بعيوب وألهمنا رشدنا وكن لنا حيث ما كنا اللهم أيدنا بتأييدك وانصرنا بنصرك واعف عنا بعفوك وتب علينا بتوبتك وارحمنا برحمتك الواسعة فنحن الضعفاء وأنت القوي فقونا.. نحن الفقراء وأنت الغني فأغننا.. نحن السفهاء وأنت الهادي فاهدنا. اللهم أيد ولي أمرنا وقوه اللهم على أعدائه أعداءِ الوطن والدين واجعل اختياراته لصالح الإسلام والمسلمين. اللهم اجعل قرة عينه في الصلاة وأسعده بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه. اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل المسلمين ودمّر اللهم الصهاينة المجرمين وكل الظالمين آمين..