A qui donner la Zakat?

مصارف الزكاة

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى على أن فرض الزكاة طهارة وتزكية لعباده ونشهد أنه الله، حث المؤمنَ على أدائها إبراء لذمته فقال:

مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ


ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمدا رسول الله، قال فيما يرويه الطبراني عن علي كرم الله وجهه:

إنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى أَغْنِيَاءِ المسْلِمِينَ في أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ الذي يَسَعُ فُقَرَاءَهُمْ

لا زلنا عباد الله على موعد بالزكاة ولقد تطرقنا نظريا للشروط التي توجب إخراجَها وننتقل الآن بكم إلى شيء من التطبيق. لقد جاء أمر الزكاة مقتضبا في القرآن فبيَّن صلى الله عليه وسلم تفاصيل أحكامها عملا بقوله تعالى:

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

والملاحظ أن القرآن رغم إجماله لأحكام الزكاة فقد حدد مصارفها الثمانية حتى لا يوكل ذلك إلى هوى متعصب ولا إلى شره زائف يرضى للعطاء أيا كان مصدره ويغضب لمنعه وإن غاب فيه حقه..

وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ

فالمصرفان الأولان يتمثلان في أهل الفـاقـة وذوي الحاجة. وقد يُظَنُّ أنهم أولئك الذين يحترفون السؤال ويتظاهرون بالفقر والمسكنة ويمدون أيديهم للغادي والبادي بيد أنه صلى الله عليه وسلم بَيَّنَ الأمر على حقيقته فقال:

لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنىً يُغْنِيهِ وَلَا يُفْطَنُ بِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ

والأفضلُ عباد الله أن يَتَّخِذَ كلُّ غني منا لنفسه فقيرا أو مسكينا يعطيه مجموع زكاته إغناء له عن السؤال بدل الاكتفاء بتوزيع دريهمات في الطرقات فهذا لا يعدو إلا أن يكون من الصدقة النافلة. أما المصرف الثالث فيتمثل في العاملين عليها أي المشاركون في إدارة شأنها وإنما أدخل هذا الصنف ضمن المستحقين لها إشارة إلى أنها ليست موكولةً إلى الفرد وحده وإنما هي وظيفة من وظائف الدولة وواجب من واجباتها.. والدليل هو أنه صلى الله عليه وسلم بعث عمر ابن الخطاب وغيره في جمعها. أما الصنف الرابع فهم المؤلفة قلوبُهم أي الذين يراد استمالتهم إلى الإسلام أو تثبيتهم عليه أو كفُّ شرهم عنه أو رجاءُ نفعهم له. وهذا المصرف من شأن الدولة وخصائصها وحسن اجتهادها. أما أن الزكاة تُصرف في الرقاب فذلك إشارة إلى استحباب بل وجوب محاربة الرق بشتى أنواعه.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين ويرحم عبدا قال آمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما الغارمون فهم المدينون وكذا المنكوبون في الكوارث يعطون من الزكاة ما يكفيهم لاجتياز العسرة التي هم فيها أو حلت بهم. قال مجاهد:

ثلاثة من الغارمين وذكر من بينهم رجلا ذهب السيل بماله ورجلا أصابه حريق فذهب بماله

ثم إن القرآن عبر عن المصرف السابع بقوله: وفي سبيل الله والمراد به الجهاد بكل أنواعه سواء كان قتالا أو جهادا تربويا أو ثقافيا أو إعلاميا. وإنما يتجلى ذلك في إنشاءِ مراكزَ للتوجيه الإسلامي الصحيح ونصرةِ الإعلام الإسلامي المخلص في مواجهة الإعلام اللاديني الهدام ونشرِ الكتاب الإسلامي الأصيـل إبرازا لجمال تعـاليم الدين الحنيف وطبعا يتجلى في استعمالِ التقنيات الحديثة من إعلاميات وفضائيات وشبكة الإنترنت لإظهار هذا الدين في أحسن صورة وعلى أحسن وجه. ويبقى إخوتي الأعزاء الكلام عن ابن السبيل وهو آخر الأصناف المستحقةِ للزكاة. وابن السبيل هو ذلك المسافر الذي انقطع به الحبل فأصبح محتاجا لقلة زاده يعطى من الزكاة شريطة أن يكون سفره مباحا في غير معصية كما يلحق بهذا الصنف جميع اللاجئين والمشردين والمحرومين من المأوى واللقطاء.

اللهم أيدنا بتأييدك وانصرنا بنصرك واعف عنا بعفوك وتب علينا بتوبتك وارحمنا برحمتك الواسعة فنحن الضعفاء وأنت القوي فقونا.. نحن الفقراء وأنت الغني فأغننا.. نحن السفهاء وأنت الهادي فاهدنا. اللهم أيد ولي أمرنا وقوه اللهم على أعدائه أعداءِ الوطن والدين واجعل اختياراته لصالح الإسلام والمسلمين. اللهم اجعل قرة عينه في الصلاة وأسعده بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه. اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل المسلمين ودمّر اللهم الصهاينة المجرمين وكل الظالمين آمين..
عباد الله، قبل الختام أود أن نذكر أنفسنا بحلول يوم عاشوراء وذلك بذكر حديث شريف يقول فيه صلى الله عليه وسلم:

هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَأَنَا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ

اللهم صل على هذا النبي الكريم صلاة تقينا بها من كل سوء وتوفر لنا بها كل خير وتصلح لنا بها كل حال وتخرجنا بها من كل ضلال وتدخلنا بها في نور هدايتك آمين والحمد لله رب العالمين.