pourquoi les musulmans ont-ils rétrogradé?

لماذا تخلف المسلمون؟

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ونشكره ونشهد أنه الله لا إله غيره نوه بالأمة الإسلامية في أول أمرِها فوصفها بقوله تبارك وتعالى:

كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ


ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً رسولُ الله، دلنا صلى الله عليه وسلم على كل ما من شأنه أن يقربنا من الله فقال:

تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافاً كَثِيراً فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ

أما بعد فلقد جعل الله الحج مؤتمرا ينعقد في متم كل سنة لنراجع فيه أحوالنا فنقفَ عند نقط ضعف أمتنا ومواطن قوتها على قلتها، فنعمل على تدارك الأولى وتنمية الأخرى..

وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ.. فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا

يليق بنا إذن ونحن نودِّع سنتنا الهجريةَ هذه أن نحاسب أنفسنا..

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

إن الناظر في أحوال المسلمين اليوم ليتعجب. وحُق له أن يتعجب!! ما بال المسلمين قد تَغَلَّبَ عليهم الضعفاء وتجرأ عليهم الجبناء فأصبحوا في ذيل قافلة الأمم؟ ما بالهم قد أضحوا عالة على الناس يعتمدون في كل شيء على غيرهم؟ أترى المسؤول في ذلك هو إسلامُهم؟ حاش ولله، فالإسلام غير مسؤول عما نحن فيه من الهوان.. وكيف يكون للطبيب ذنب إذا هو شخَّص الداء ووصف الدواء ثم لم يعمل المريض برأيه تاركا العلاج جانبا؟ إن الإسلام يدعو إلى القوة لكنِ المسلمون هم الضعفاء. الإسلام يدعو إلى الوحدة لكنِ المسلمون متفرقون.. الإسلام يدعو إلى الأخوة لكنِ المسلمون في ما بينهم أعداء! أليس الإسلام يحث على النظام.. فإذا بالفوضى هي السائدة فينا؟ ألا إن الإسلام لم يَدَعْ سببا من أسباب الرقي إلا ودعا إليه لكنِ المسلمون أبوا إلا الأخذ بغير تعاليمه. أبوا إلا الخروج عن البيضاء التي وصفها الرسول الطبيب.. فما ذنب الإسلام إذاً؟ لقد فهم الأمرَ جيدا من قال:

كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام ولو ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله

والمراد بالإسلام هنا هو الدين الذي بيَّنه القرآن وشرحته السنة وعمل به الصحابة وطبقه الأولون. ليس المراد بالإسلام ذلك الدين الصوري المليء بالخرافة والبدعة والسلبية وانعدام الأخلاق! لأن دينا من هذا القبيل يؤدي حتما إلى التخلف والفرقة والهوان.. قال تعالى:

وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ .. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبحديث سيد الأولين والآخرين ورحم الله عبدا قال آمين.

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين عباد الله، يكفي للتحقق من صحة ما أسلفنا أن ننظر في تاريخ الأمة فنتأكد من أننا كلما اقتربنا من الإسلام فهما وسلوكا إلا وساد فينا العز والنصر والغلبةُ.. ففي عهد النبوة انتصر سيدنا محمد على جبهات عديدة فما مات حتى وطد أركان الدين ودانت له الجزيرة رغم أنه لم يكن يتوفر على الوسائل المتاحة لنا في نشر الأفكار وغسل الأدمغة وكسر شوكة العدو. ثم جاء خلفاؤه الراشدون فاتبعوا نهجه القويم ونشروا الإسلام في الآفاق ولم يتوقف ذلك إلا عند تفرقِ الأهواء وتشتتِ الآراء بعيدة عن البيضاء الموصوفة من لدن الطبيب.. انتشر الإسلام في الغرب وفي الشرق وأنشأ فيهما حضارة عظيمة جمعت بين العلم والإيمان وبين الرقي المادي والسمو الروحي.. حضارةً لم تتنكر للعقائد ولا للأخلاق بل وسِعت المسلمَ وغيرَ المسلم منطلقة في ذلك من هدي الرسول الطبيب..

أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى

وهكذا كلما اقتربنا من الإسلام كان النصر حليفا لنا وإذا ما ابتعدنا عنه أصابنا الذل والهوان.. ولكم إكمال قراءة التاريخ للتأكد من ذلك..

إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ

إن الإسلام اليوم، وإن كنا نلاحظ بعض بوادر التوبة أخذت تدب في عروق أبنائه لم يعد هو المؤثر الأول في حياة المسلمين.. فالبدع منتشرة وتشجع والفواحش تفشو ويُرَوَّجُ لها والربا تملَّك رقاب الناس ولا مناقش له وأوكار الفساد تنشط ولا رقيب! أين نحن من محاربة الرشوة؟ أين نحن من مجابهة سياسة الزبونية؟ ماذا نقول لربنا إذا سأَلنا عن المال الذي يُهدَرُ في الميسر والدخان والأرواح التي تزهق بسبب تعاطي الخمور والمخدرات؟ ألا إن الله تعالى قد وعد بالنصر فقط الذين يتشبثون بدينهم حق التشبث..

وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ .. إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ

اللهم نوِّر طريقنا بالإيمان وهيئ لنا من أمرنا رشدا. اللهم ثبتنا واجمع شملنا ووحد رايتنا وأعل كلمتنا وحبب اللهم إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا يا ربنا من الراشدين. اللهم أيد ولي أمرنا بالحق وأيد الحق به حتى لا يقضي أمرا إلا وهو لصالح الإسلام والمسلمين.
اللهم أصلح بطانته واقهر عدوه ومن يتربص به وبأمته آمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والحمد لله رب العالمين.