Surtout ne vous comportez pas comme les négateurs

التحذير من مطاوعة الكفار

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ونشكره ونشهد أنه الله لا إله غيره حذَّرنا من مطاوعة أهل الكتاب في سُننهم وإتباع قبيح عاداتهم فقال:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ


ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا رسول الله، توقع مِنا هذا المسلك الذي حذرنا الله منه فقال صلى الله عليه وسلم:

لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ فَمَنْ؟

عباد الله، إن طاعة الكفار ومسايرةَ أفعالهم لمن التصرفات الشنيعة التي ابتلي بها المسلمون في هذا الزمان وإن ما نستفيده من هذه النصوص أنه ينبغي للمسلمين أن تكون لهم شخصيتهم الخاصةُ بهم فلا يكونوا عديمي الأنفة يأكلون من أي الموائد المعروضة عليهم غيرَ آبهين بمصدر ما قُدِّمَ لهم من الطعام تماما كما قال تعالى في وصف الطفيليين الذين لا يولون اهتماما لأصل الأشياء..

فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ

أجل أيها الإخوة الأحبة لا ينبغي للمسلمين أن ينبهروا أمام ما يحققه غيرهم من مكاسب مادية فيظنوا أن هذا هو منتهى التقدم وأن عليهم أن يسعوا إليه بأي ثمن كان وعلى أية حال. نعم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا

وهذا كلام نبي الله لا يسعنا إلا أن نعمل به لكن شريطة أن يكون ما نأخذه عن الكفار من قبيل الحكمة.
فالكفار إذا اتصفوا بالصدق والأمانة فهذا جدُّ جميل والمسلمون أولى به منهم.. ولا إشكال في أن يسارعوا حينئذ للأخذ بهذا التصرف بل هو من الواجب عليهم وهم أحق به..
إذا كان الكفار يسعون سعيا حثيثا في طلب العلم وكشف أسرار الكون فمن واجب المسلمين أن يأخذوا بهذه الحكمة ويهبوا لإدراكها ..
وإذا كان الكفار يتسابقون لإغاثة المنكوبين والتنفيس عن المكروبين فهذا عين الصواب وهو ما ينبغي أن يكون عليه المسلمون بغض النظر عن هوية أو ديانة المشردين بله إن كان هؤلاء من المسلمين..
وأخيرا وليس آخرا إذا كان الكفار يجتهدون في الدعوة لحزبهم والنشر لأفكارهم فالمسلمون أولى بهذا منهم لأن لديهم رسالةَ الله.. أطيبُ كلام وأفضلُ منهج وخيرُ سبيل..

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبحديث سيد الأولين والآخرين وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين ويرحم الله عبدا قال آمين.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين.. أما بعد، فيقول ربنا تبارك وتعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا

فيا أيها الأحبة إذا كانت المسارعة إلى الأخذ بالحكمة أمرٌ مطلوب ولو جاءتنا من الكفار فهذا لا يعني أن كل أفعالهم حكمةٌ يجب الأخذُ بها بأعينٍ مسكرةٍ غيرِ مفتوحة..
فالفاحشة التي يتعاطاها الكفار دون حياء ولا حشمة ليست من الحكمة في شيء.. فلماذا تفشو فينا ونحن فرحون مستبشرون؟
وكذلك أكلُ الربا أخطر الموبقات وأكبر سبب للفقر والكرب في المجتمعات وهذا بيِّن لا يحتاج منا إلى مزيد توضيحات.. أفلا ينبغي أن نُفيق من سباتنا فنتركه ونحارب ما يدعونا إليه المنافقون والمنافقات؟
وشرب الخمور وتناول المسكرات وتعاطي القمار مما هو ساري به المفعول في الغرب والشرق على حد سواء وما ينتج عن ذلك من جرائمَ ومصائبَ وحوادثِ سير أتراه من الحكمة؟ كلا بل إنها فتنة!!
و مرة أخرى، أخيرا وليس آخرا هل الاحتفال بهذه الأعياد بالشكل الذي نراه ولا أصل له في شرع الله وما يَحْدُثُ فيه من تبذيرٍ للأموال وفُشيٍ للمنكر ونزعٍ للحياء.. أتراه حكمة وجدناها عند غيرنا فأصبحنا أحق بها؟ اللهم لا!
فلماذا يتسابق المسلمون إلى فعل الحرام وخصوصا في هذه الأيام وكأن الحياة أضحت متوقفة على فعل الآثام؟ اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم إنا نبرأ إليك من فعل السفهاء وتصرف البُلَهَاء. اللهم إنا نسألك إيمانا ليس بعده كفر وغنى ليس بعده فقر وقوة ليس بعدها ضعف وقرة عين نلقاك بها في يوم ليس بعده شؤم. اللهم قيض لهذه الأمة أمرا رشدا يُعَزُّ فيه أهل طاعتك ويُذَلُّ فيه أهل معصيتك ويُنصَرُ فيه المظلوم ويُؤخَذُ فيه على يد الظالم ويُفَرَجُ فيه على المكروب.
اللهم وفق ولي أمرنا لإرساء الأمن والمعروف في وطنه وطرد الظلم والمنكر من بلده قريرَ العينِ بصلاته مسرورا بولي عهده وأسرته وسائر أفراد شعبه. اللهم ارحم والده وجده وكافة موتى المسلمين.
اللهم ادفع الظلم عن المظلومين والأسر عن المأسورين والهوان عن المجاهدين آمين.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين وآخـر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.