Le chapitre K « Kaf »

سورة ق

الحمد لله رب العالمين يُبدئ ويُعيد ويفعل ما يريد وهو على كل شيء شهيد. نشهد أنه الله لا إله إلا هو حذَّرنا من عاقبة يوم الوعيد فقال:

وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ


ونشهد أن سيدنا محمداً رسولُ الله ذكَّرنا بذلك الموقف العظيم فقال:

مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ ثُمَّ يَنْظُرُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قُدَّامَهُ ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ.. فاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ

فيا أيها الإخوة إن الإيمان بالبعث والنشور والجزاء والحساب ركن من أركان هذا الدين وثمة سورةٌ عظيمةٌ تعالج هذه القضية أوصيكم ونفسي أولا بقراءتها وتدبرها.. إنها سورة « ق » التي ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بها في الجمع والأعياد ويكتفي بذلك.. فعَنْ أم هشام بنتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قالت:

مَا حَفِظْتُ « ق » إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ

فيا لها من سُنة حميدة أستأذنكم في إحيائها من خلال هذه الخطبة:

ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ.. بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ.. أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ.. قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ..بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ، فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ.. أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ.. وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ.. تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ.. وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ.. وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ.. رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ.. كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ.. وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ.. وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ.. أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ.. وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ.. إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ.. مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.. وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ.. وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ.. وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ.. لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.. وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ.. أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ.. مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ.. الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ.. قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ.. قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ.. مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.. يَوْمَ يَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ..

اللهم أجِرْنا من العذاب المهين آمين والحمد لله رب العالمين..

الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. صل اللهم وسلم على الصادق الأمين وعلى آله الطيبين وصحبه المقربين أما بعدُ فيستمر المشهد بقوله تعالى:

وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ.. هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ.. مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ.. ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ.. لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ.. وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ.. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.. وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ.. فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ.. وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ السُّجُودِ.. وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ.. يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ.. إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ.. يَوْمَ تَشَّقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ.. نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ..

سورة « ق » هذه جلية بحقائقها ظاهرة في حججها واضحة في بيانها لا تحتاج إلى تفسير ولا إلى بيان اللهم أن نتدبر معانيها ونفكر فيما جاء فيها خصوصا وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم وكان مغموما عن النفخة المرعبة والنقرة المفزعة فقال:

سورة « ق » هذه جلية بحقائقها ظاهرة في حججها واضحة في بيانها لا تحتاج إلى تفسير ولا إلى بيان اللهم أن نتدبر معانيها ونفكر فيما جاء فيها خصوصا وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم وكان مغموما عن النفخة المرعبة والنقرة المفزعة فقال:

كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَسَّمَّعُ مَتَى يُؤْمَرُ فَيَنْفُخُ فَقَالَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ: كَيْفَ نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ.. عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا

اللهم اجعلنا من الخاشعين الذين يخشونك حق خشيتك ويتقونك حق تقاتك فأنت القوي ونحن الضعفاء أنت الغني ونحن الفقراء لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين. اللهم نجنا بعفوك من هول حشرك وبعدلك من رهبة حسابك وبرحمتك من سوء عذابك. اللهم إنا نسألك بفضلك العميم أن تدخلنا الجنة جنة النعيم وترزقنا صحبة نبيك الأمين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم وأحل علينا رضوانك يا أرحم الراحمين. اللهم يا ودود يا ذا الفضلِ غيرِ المحدود هوِّن علينا كل عقبة كؤود وافتح علينا في كل طريق مسدود.
اللهم إنا نسألك بوبي أمرنا البر والتقوى والهداية والعافية في الدين والدنيا والآخرة. اللهم سدد خطاه وثبت مسعاه فيما تحبه وترضاه.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إنك سميع مجيبٌ للدعوات. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.