Caractéristiques du jeûneur

خصال الصائمين

الحمد لله الذي جعل الصوم سببا لظهور مغفرته ولبروز رحمته ونشهد أنه الله المتفرد في جلاله، قال منوها بالصائمين من بين أصفيائه:

وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا


ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمَّدا رسولُ الله، بَيَّنَ فضلَ الصومِ فقال:

مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا

هذه أيها الإخوة صفات ثلاث كلها تنطبق على الصائم الصابر المجاهد.
أما الصفة الأولى فهي ترك الطعام والشراب ابتغاءَ مرضاة الله وامتثالا لأمره.. فالصائم حين يصوم يمتنع طوعا عن ما هو حلالٌ أصلا ليتعلم كيف يبتعد تلقائيا عن المنكرات والشهوات التي تفتنُه في دينه. أليس من يترك الحلال عن طيب نفس يسطيع ترك الحرام بسهولة؟ فالصوم إذن وسيلة لتقوية الروح لأن الذي يصوم وأمامه شهيُ الغَذاء وبين يديه عذبُ الماء وبجانبه زوجته الحسناء لا رقيب عليه في ذلك إلا رب الأرض والسماء يرتفع حتما إلى درجة الأبرار الأتقياء..

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ

أما الصفة الثانية فهي حفظ الفروج بحجبها عن الزنا.. فالصائم يختار اعتزال زوجته أثناء صيامه رغم أنها حلال عليه أصلا لأنه يرجو رحمة ربه فكيف يدعي أناس أن لا طاقة لهم في ترك الزنا وهو حرام حرمه الله بآية لم يدع معها مجالا للشك..

وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

أما الصفة الثالثة بعد ترك الطعام والشراب وحفظ الفروج فهي ذكر الله.. فالصائم يشغل نفسه بتلاوة القرآن وبالتسبيح والتكبير والتهليل يشغلها بحمد الله وشكره عن الغيبة والنميمة والزور والكذبِ لأنه يعلم أن هذه الأخلاق تتنافى مع صومه ولا تليق بخُلُقِه. قَالَ صلى الله عليه وسلم :

أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا بَلَى.. قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى

إن هذه أيها الناس هي عين الرحمة التي دعانا ربنا للشرب من معينها والاغتراف من حوضها وذلك متى شئنا وطابت بها أنفسنا خاصة في شهر رمضان حيث يقول صلى الله عليه وسلم:

مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

ومعلوم واضح لا غبار عليه أن القيام هنا هو إحياء الليل بالصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن..
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبحديث سيد الأولين والآخرين وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين ويرحم الله عبدا قال آمين.

الحمد والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد فإن من بين الخصال المنوه بها في الآيةِ التي صدرنا بها الخطبة الأولى « التصدق » حيث قال تعالى قبل ذكره للصائمين:

وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ

لا شك أيها الإخوةُ أن للصوم حِكَماً كثيرة لن نتمكن من ذكرها وإنما سنكتفي بواحدة منها وهي التذكير بالحرمان الذي يئن تحته المحروم والجوعِ الذي يؤرق الجائع والبؤسِ الذي يطأ البائس. فالمسلم المؤمن القانت، الصادق الصابر الخاشع حين يذكر هذه المشاهد يرق قلبه فيمدُّ يَدَه إلى المحتاج ولو لم يسأله لأنه يعلم فضل ذلك في الدنيا والآخرة. روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال:

بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ ِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ فُلَانٌ لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ. فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ لِاسْمِكَ فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ

اللهم صل على هذا النبي الكريم والرسول العظيم والمرشد العليم وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم اجعلنا لك ذاكرين ولكتابك من التالين المرتلين ولأيام رمضان من الصائمين وللياليه من القائمين اللهم اجعله سببا في عتق رقابنا من النار واحفظنا يا رب بحفظك واكلأنا بعنايتك وانصرنا على أعدائك.
اللهم احفظ ولي أمرنا وأيده يا رب بتأييدك وأعنه على النهوض ببلادك وتحكيم كتابك والذود عن سنة نبيك. اللهم أقر عينه بصلاح ولي عهده وهداية أسرته وشعبه.
اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل الإسلام والمسلمين، وأعل اللهم راية الحق المبين بتدمير أعداء الدين. اللهم وفق المجاهدين لإعلاء كلمتك في فلسطين وفي سائر البلاد يا قوي يا معين.. آمين وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.