Comment accueillir Ramadan?

استقبال رمضان

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ونشكره ونشهد أنه الله الذي لا إله غيره، جعل من رمضان شهر صيام وقيام ومجاهدة وإيمان فقال:

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ .. فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ


ونشهد أن سيدنا محمـدا رسولُ الله كان إذا أقبل رمضانُ يقول:

قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ.. فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ

عباد الله، إننا مقبلون على أيّام مباركةٍ طيبةٍ تَكثرُ فيها العبادة ويعظم فيها الأجر فيتسابق المؤمنون للتزود والنهل من معين التقوى..

أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُون

في مثل هذه الأيّام تتنزل الرحمةُ وتُرجى المغفرة ويُتطلع إلى النجاة من النار فقد قال صلى الله عليه وسلم عن رمضان:

أوَّلُه رحمةٌ وأوسطُهُ مغفرةٌ وآخرُه عتقٌ من النار

فيا لها من فرصة لا تعوض! من يدريك أيها الأخ المسلم الكريم أنك ستعيش للعام القابل لتغتنم الفرصة من جديد.. من يدريك وقد تفضل الله عليك هذه المرة فأمد في عمرك حتى عشت هذه اللحظات العظيمة فلا تتركها تمر عليك سدى..

وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ

أيّها المؤمنون.. إن الصيام عبادة من نوع خاص ليس حركةً مثل الصلاة ولا فعلا مثل الزكاة ولا ذكرا ولا دعاء إنما هو كفٌ وامتناعٌ استجابةً لأمر الله وابتغاءً لرضاه..
فالصوم ليس له أثر مادي فيظهر.. ولا يراه الناس فيحمدونه ولكنه أمر خفي لا يطلع على حقيقته إلا الله ولهذا جاء في الحديث القدسي:

كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ

نعم.. إنه امتناع عن شهوتي البطن والفرج.. ليس القصد منه تعذيبَ المؤمنين ولكن تدريبَهم على ترك الفسق والفجور وكلِّ ما من شأنه أن يخدش مروءة المسلم الصالح الذي يرجو رحمة الله. قال صلى الله عليه وسلم:

مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ

فالصوم عباد الله تقوية للروح تماما كما أن الأكلَ تقوية للجسد.. وهل يُعْقَلْ أن يغذي الإنسان أحدَ شقيه دون الآخر؟ ف..
يا خادم الجسـم كـم تسعـى لخدمته .. أتطلب الربح مما فيه خسرانُ .. أَقْبِلْ على النفس واستكمل فضائلها .. فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله أنت نستغفرك ونتوب إليك أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين آمين والمحد لله رب العالمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. يقول تعالى:

مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفُهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

هناك أيها الإخوة، خصالٌ ثلاث يُندب التحلي بها أكثر في رمضان:
أولا.. ملازمة القرآن وتدبرُه حيث يزيد بها الإيمان ويتقوى الإخلاص ويتحقق القرب من الله فقد ورد أن الإمام مالك بن أنس رحمه الله كان إذا دخل رمضان تفرغ للقرآن.
ثانيا، الإكثار من الدعاء لأن الدعاء مسجاب في رمضان، وما قوله تعالى « أجيب دعوة الدعي إذا دعان » إلا في سياق الكلام عن رمضان.
أما الخصلة الثاثلة فهي التحلي بالجود والكرم. فقد كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَكَانَ أَجْوَد مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ

والمراد بالجود هنا أنواع.. فيمكن للمرء أن يجود بوقته أو بعلمه أو بماله أو حتى بأعز ما لديه.. حياتُه.. روحُه.. نفسُه.
عباد الله، إن إخوانا لنا، لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عنهم يجودون بأرواحهم مسترخصين دماءهم في سبيل دينهم وابتغاء مرضات ربهم؛ إنهم إخوتنا في فلسطين. ونحن في صحة وعافية ننعم بالأمن والأمان ورغد العيش.. أفلا يليق بنا أن نتذكرهم في هذا الشهر المبارك جودا وكرما، فلعل كثيرا منهم لا يجد ماء يسد به رمقه ولا طعاما يُسكت به جوعة ولده ولا سقفا يحتمي به من ظلم عدوه! إذا كنا لا نستطيع أن نجود بأوقاتنا وأموالنا وأنفسنا في سبيل الوقوف إلى جانب هؤلاء فأقل وجوه الإيمان والتضامن والإحسان أن ندعو لهم ولأمثالهم..
اللهم انصر المجاهدين لإعلاء كلمتك وخاصة منهم إخوتَنا في فلسطين الذين نزل بهمُ البأسُ وتكالَبَ عليهم العدو فأخذ يُقَتِّلُهُمْ تقتيلا ويمزقهم تمزيقا. اللهم انصرهم نصرا عزيزا مؤزرا وأرنا في عدوهم آياتك وعجائب قدرتك يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. اللهم اجعلنا لك ذاكرين ولكتابك من التالين ولآلائك من الشاكرين ولرمضان من الصائمين وللياليه من القائمين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموتَ راحة لنا من كل شر ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتِنا أبدا ما أحييتنا واجعله الوارث منا. اللهم انصر ولي أمرنا وزين اللهم بالإيمان قلبه وبالتقوى فعله واحفظه يا رب في ولي عهده وسائر أسرته وشعبه وصل اللهم على سيدنا محمد الأمين ويرحم الله عبدا قال آمين.