يا ليت الناس تنتهي عن التدخين
الحمد لله رب العالمين نشهد أنه الله الحكيم العليم بين لعباده المؤمنين وظيفة رسوله الكريم فقال:
يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
ونشهد أن سيدنا محمدا رسول الله قال بلسان الحق وصدق اليقـين:
إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ
أما بعد فأين نحن من سنة رسول الله وما موقعنا من هداه؟ إنني أيها الإخوة بحكم المناسبة أريد أن أكلمكم في آفة خطيرة انتشرت في الآفاق رغم أنها تقتل أكثر من نصف مزاوليها الأوفياء ورغم أنها تأتي على حياة حوالي خمسة ملايين نسمة سنويا ورغم أنها حصدت أرواح مئة مليون من البشر خلال القرن الماضي.
لقد أصبح أمر هذه الآفة يؤرق مضجع من يغار على صحة وعافية المواطنين وإني لأرجو بموعظتي هذه أن يوفق الله أقواما للتغلب على أنفسهم بترك ما هم فيه من الزلل والشطط والخطر العظيم.
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ
إخواني أخواتي، في الأخير من مايو لكل سنة يخلد اليوم العالمي لمحاربة التدخين وأمة الإسلام جزء لا يتجزأ من أمة البشر وأحرى بها أن تكون أول من يحارب التدخين ففي شرائعها ما يكفي لحمايتها من الانزلاق في مثل هذه المنحدرات. ولكن للأسف الشديد هناك قسط كبير من الدخان يباع في عالمنا الإسلامي وتُذَرُّ أرباحه الهائلة على الدول المصدرة وذلك على حساب صحة شعوبنا وميزانية أهالينا. قل لي بربك.. هل تستطيع أن تثبت أن الدخان من الطيبات أو أنه ليس من الخبائث؟ إنه بلا مراء ولا جدال خبيثة عظمى فشت في الصغار والكبار والذكور والإناث من غير حرج ولا اكتراث. يضايقون بها العباد ويؤذون بها الأبرياء من غير خجل ولا حياء.. لقد ثبت علميا أن من يستنشق دخان غيره معرض لنفس الأضرار التي يتعرض لها المدخن نفسه.. فكيف بك أخي المدخن إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن هذا الأذى الذي ألحقته بغيرك..وكيف بك إذا قيل لك:
يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم
فيا للهول ويا للفضيحة ويا لها من سوء عاقبة.. خصوصا وأنه يقول
مَنْ نُوقِشَ الحِسابَ يَهلِكْ
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبحديث سيد الأولين والآخرين والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد فقد تعالت أصوات الذين يكرون شرب الدخان وصدرت توصيات طبية عالمية تحذر من تعاطيه وبناء على ذلك وبما لا يدع مجالا للشك نزلت فتاوى كثـيرة تحرم التدخين ولكن رغم كل هذا فشاربوه لا يسمعون وهم لمن يعمل على استصداره لا ينصتون وكأنهم للدخان عابدون.. فيا عبد الدخان تب إلى ربك الرحمن ولا تقع في فخ من يريد لك الخسران فتكون من قطيع الخرفان..
أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
وفي الختام اسمحوا لي أيها الأحبة في ملاحظة أمر عجيب وغريب..
معلوم أن المساجد ينبغي لها أن تصان بالمال الطيب الحلال فكيف يسمح لمرافقها أن يُتاجَرَ فيها بالدخان رغم أن مداخلها حرام؟ اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد..
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله كما صليت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين. اللهم اكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة، إنا هدنا إليك.. اللهم اكتب لنا مغفرتك وأدخلنا في رضوانك وسعنا برحمتك فقد لذنا بجنابك والتجأنا إلى بابك فلا تردنا خائبين ولا تجعلنا من المفتونين ولا عن رحمتك مطرودين.
اللهم نورنا بنور الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم انصر أمير المؤمنين وأعنه يا رب على محاربة كل ما يهلك الوطن والدين اللهم اجعل قرة عينه في الصلاة وأسعده بولي عهده وسائر أفراد أسرته وشعبه. اللهم انصر كل من نصر الدين واخذل من خذل الإسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين.